الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

إشكالية النقد في مجتمع "مُنجز"


 

الفرق بين التعامل مع الواقع وبناء الواقع نفسه يحدد فى اعتقادى وظيفه النقد فى المجتمع, المجتمع الذى بنى نفسه يختلف عن المجتمع  المُنجز, الاول  شارك النقد فى بنائه  بينما الاخر  اكتفى النقد بالاشاره الى  عثراته  ومشاكله وتخبطاته واقصد بالنقد هنا حركة المجتمع ورؤيته حول  حاضره ومستقبله.يتسامر الناس هنا أن الصمت أفضل من الكلام  والسكوت أفضل من النقد مهما كان بناءً هذا مصدره أننا مجتمع "مُنجز"حيث النقد فى مجتمع الانجاز حركه بنيويه بينما فى المجتمع المُنجز  بنيه فوقيه قد تتعمق اذا ما سمح لها وقد تكتفى  بوضعها الفوقى وتؤأرشف  فى ادبيات المجتمع لاغير . يقوم النقد فى المجتمع الاول على المثقف العضوى  بينما ينتزع الصداره فى الثانى المثقف التقليدى وقد يعانى رديفه الامرين. فى المجتمع الاول " الذى بنى انجازه" الصحافه نابعه من المجتمع بينما فى الاخر  هى انعكاس  للمنجز ذاته. القانون فى الاول  يسرى فى اوصال المجتمع لايستثنى منه  وصل دون غيره بينما فى الاخر  هو ضمن مشاريع الخصصه التى تعج بها مجتمعاتنا المنجزه. السياسه فى المجتمع المبنى هى ديناميكيته  وحراكه بينما هى فى المجتمع المنجز رجس من عمل الشيطان. المواطن فى الاول لبنه  من لبناته بينما فى الاخر ضيف  ينتظر منه خفة الظل  والا الباب" يسع جمل", الكُتاب فى المجتمع الاول  عيون واذان بينما فى الاخر شله من المتطفلين  والزائدين عن الحاجه. الثقافه فى المجتمع الاول بناء وهيكل بينما فى الاخر  رداء قد يلزم وقد لايلزم. فى الاول الثروه وسيله بينما فى الاخر غايه وهدف  ,  فى الاول المستقبل يسكن القلب بينما فى الاخر الحاضراحلى ولاشىء غيره.  فى الاول يجرى التغيير بطريقه نقديه ذاتيه وكمراجعات بينما فى الاخر  يمارس النقد قصفا  فى بنيه صلده  ليس هو من اجزائها اصلا.  فى الاول  هو ذاتى الوجود بينما فى الاخر  هو مختلق  وربما من لوازم الشرعيه فى هذا العصر ايجاده. على كل حال  فالطريف فى عالمنا العربى انه حتى فى المجتمعات التى بنت انجازها كالجزائر مثلا وغيرها لم تستطع التعامل مع هذا الانجاز كجزء اساسى منه  فبقيت مع غيرها سواء بسواء , هذا يطرح سؤالا هاما حول طريقه بناء الانجاز ذاته ومن استغله دون الغير, فالمجتمعات التى كافحت لنيل الاستقلال   لم يخطر ببالها يوما انها بحاجه لاستقلال اخر من الداخل, فبالتالى  كانت حركة هذه المجتمعات الاجتماعيه قاصره  على الغير  دون اى تأثير فاعل  فى بناء داخلى والا لاستمرت هذه الحركات فى ديناميتها حتى اليوم   لان الوقوف عند نقطه معينه دون حراك  يجعل منها  كتله  ومع الوقت  لايمكن تجاوزها بسهوله ومثال الثوره الفرنسيه واضح  فى  استمراريتها  حتى اليوم. ان بناء المجتمعات عمليه مستمره  والفكر بما فيه النقد جزء من هذا الاستمرار فاذا اُنجز المجتمع  وغلقت حوله الابواب تحول الفكر بما فيه النقد  الا زوائد دوديه لاتضر الا اذا التهبت وليس لها دواء حينئذ سوى الاستئصال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق