الأربعاء، 15 يناير 2020

التوفيق بين الحكيمين


انشطرت الثقافة في المجتمع بين حّي الثقافة ووزارة الثقافة،وضاع المثقف بين ارسطوطاليسية الحيّ،وافلاطونية الوزارة.  

 لكي اوضح ما تحتاجه الثقافة في مجتمعنا لكي تصبح فاعلة ومنتجة من داخل المجتمع لا إسقاطية من اعلى او مستوردة من الخارج سأوضح انطلاقاً من فكرة فلسفية اجدها تظهر وتبين ما اقصد اليه بوضوح.

تمثل وزارة الثقافة وحي الثقافي كتارا قطبي الثقافة الرسمية في المجتمع ولكي اوضح سمات كل منهما ارجو الانتباه لما يلي:  

1_- وزارة الثقافة بمناظيرها الثمانية وبمركز الوجدان الحضاري التابع لها تمثل فكر وثقافة"افلاطونية" ومُثل متعالية.

٢- كتارا ببرامجها وأنشطتها المختلفة والمتنوعة تمثل فكر ارسطوطاليسي "أرسكو"واقعي يفتقد الى الخيال والإبداع الذي يرتقي بالمجتمع ثقافياً

٣- المطلوب الان دمج الاثنان في "افلاطونية محدثة" أفلوطين دمج بين الفلسفة الاغريقية وأديان الشرق " لكي يمكن الاستفادة من الاثنين ,تأخذ بافكار أفلاطون "وزارة الثقافة"وواقعية أرسطو"حي كتارا"ولا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال المجتمع واستنبات ثقافة تنبع من داخل قنواته تجمع بين فكره وواقعه ولا يتحقق ذلك الا من خلال"مجتمع مدني".

٤- إذاً المدخل لتطوير الثقافة ينطلق من الإفساح لوجود مجتمع مدني حقيقي بغير ذلك ستظل الفجوة قائمة وسيظل المحتمع غريباً عن ثقافة تزرع في أحشائه زرعاً لا استيلاداً

الحىَ مكان والوزارة زمان , والمجتمع فيما بينهما إنسان , لايعملان  من فوقه أو من تحته لابد من أن يكون هو من ينتج ثقافته لا يسطرها له الزمان من فوق ولا يرسمها له المكان من أسفل , لكي لاتضيع الجهود والاموال دون استفادة حقيقية للمجتمع , اليوم المجتمع يقرأ كأفراد لكن لاتمثل القراءة قيمة مضافة إلا بوجود مجتمع مدني , اليوم الشباب يمارسون نشاطات كتارا  في موسم شهر أو شهرين ثم تحصل قطيعة بقية العام , لايملأ هذا الفراغ سوى تنظيمات المجتمع المدني الحر, جهاز حكومي "ينظم" ويشجع  قيام مجتمع مدني حر سيحقق للمجتمع ثقافة مطمئنة, أفضل من ما نشهده من استيلاب وتهافت  واسقاط لايُنتفع به .

اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق