الأحد، 22 مارس 2020

كورونيات: أوهام تتحطم



جاءت "القيامة"على شكل فيروس صغير لايُرى بالعين المجردة, العالم اليوم يسير نحو المجهول  لاأحد يستطيع التنبؤ بشكل حاسم الى أين ستصل الأمور, كل ما يمكن أن يقال إجلس في بيتك لكي لايصيبك هذا الفيروس الخطير,حطم كورونا مع إجتياحه العالم كثير من الاوهام الكبرى  والاوهام الصغرى

من الاوهام الكبرى التي  حطمها هذا الفيروس الصغير هناك وهم السيطرة على الطبيعة ووهم صلابة العلم او النموذج العلمي الغير قابل للتكذيب وغير ذلك لكن ما يهمنا هنا هو مجتمعنا الصغير وأوهامه الصغرى الاجتماعية الطابع في معظمها التي حطمها هذا الفيروس الغير مرئي بالعين المجردة ويأتي في مقدمتها

الوهم  الاول:الطبقة الاجتماعية فالجميع أمامه طبقة واحدة منكشفون عليه بنفس الدرجة وحيث أنه لاعلاج محدد له اليوم فالجميع أمامه متساوون .

الوهَم الثاني:الواسطة , حيث يستطيع المقتدر أن يسافر للعلاج وغير المقتدر يبقى للعلاج في الداخل , كورونا جعل الخارج والداخل سواء بسواء بل أصبح الداخل هو ملاذ المواطن الاول والاخير.

الوهَم الثالث :ثقافة الريع ورموزها, المقاتلون اليوم الذين هم في الصفوف الاولى هؤلاء نتاج إقتصاد الانتاج , الاطباء, أخصائي المختبر , الممرضين والممرضات , أساتذة الرياضيات والتخطيط الاستراتيجي  إداريي الازمات,هؤلاء يعملون بصمت في الايام العادية ولكنهم في الازمات هم عماد المجتمع , على المجتمع أن يعيد نظرتة الى الامور بعد طغيان ثقافة الريع وابطالها من أيقونات وأبواق.

الوهًم الرابع: أن كل شيخ دين  يُستمع إليه, هناك مشايخ غرروا بالناس واصدروا أحكاماً زرعت كثيراً من الشكوك في نفوس كثيراً من النشء فمن من قال أنه عقوبة للملحدين وللشيوعين لأنهم عذبوا المسلمين  ومن هم من قال أنه عقوبة للمسلمين ليرجعوا الى دينهم وبعد أن أصبحت خريطة العالم كلها كورونا حمراء  انقلبوا الى ضحالتهم فكهين, وهناك من كان متزناً في طرحه وفي تطمينه للمجتمع وتبديد مخاوفة.

الوهم الخامس:وهم النقاء العرقي , يضرب هذا الفيروس جميع الاعراق والاصول ,بعض الامراض تجدها في متأصله في عرق دون آخر حسب احصائيات الصحة العالمية بل أن لكل عرق عدد من الامراض خاصة به  بشكل مركز أكثر من غيره , كورونا يخترق جميع الاعراق والالوان والاحجام إلا أنه  رفيق بالصغار الى حد ما كما تقول التقارير  وهي أسبقية وجودية لإعمار الارض  أما بالنسبة للكبار أصحاب الامراض  الوراثية  المناعية فهو متتاليه عددية لإخراجهم من  المسرح .

دعاء أن يُنجي الله البشرية كلها من هذا الوباء بعد أن يطهرها من أوهامها  في قدرة الانسان على إمتلاك السيطرة على الطبيعة  وقدرة العلم على السيطرة على المستقبل , ليعيش الانسان دائماً في ترقب  إنطلاقاً من إيمانه بضعفه وهشاشة وجوده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق