الاثنين، 23 مارس 2020

كورونيات: القابلية للتصديق



مثقف كبير يحمل شهادة دكتوراه من جامعة امريكية عريقة وجدته مرتبكاً خائفاً  يبحث في دكايين الاغذية الشعبية , كيلو من المُرة , نصف كيلو حلبَة , قليل من المسمار, بالاضافة الى أن البصل قد نفذ من السوق ووعده البقال بتوفيره في وقت لاحق , الثوم أيضاً في طريقه للنفاذ .كل هذة العناصر الغذائية مفيدة للجسم بلاشك, ومتوفرة بشكل لايشعر معه الانسان بأهميتها طبيعي لكن الخوف  وقابلية

 الانسان الهشة للتصديق في أوقات الفزع والخوف على الحياة يجعل منها ملاذاً أخيراً  في حالة الخوف والجزع  يتساوى البشر لأنهم         

ينطلقون من  بؤرة الغريزة لا من  حدود العقل, بل أكثر من ذلك وجدت شخصاً يضع السشوار الحار في أنفه لقتل فيروس الكورونا  إمتثالاً لنصحية شاهدها في اليوتيوب وآخر يقول أنه يحط رجله في مطهر ويلبس قفازات اثناء النوم, والبعض يشتكي من حساسية جامحة في يديه جراء الاستخدام المفرط  في استخدام المطهرات التجارية التي تملأ الاسواق.

ليس لأن النصيحة الطبية  والعلمية غير متوفرة  بل بالعكس  الاخوة في وزارة الصحة ومؤسسة حمد  استخدموا جميع الوسائل الممكنه من اعلام تلفزيوني وورقي  وسوشيال ميديا  لارشاد الناس لما يجب عمله  والرعاية الصحية الآمنه في مثل هذة الظروف , لكن هناك جزء في الانسان  مفتوحاً للتأويلات , الانسان كائن قلق على المستقبل  وخائف منه حتى على الرغم من إيمانه  واعتقاده بأن الامور كلها بيد الله وفي مجال قدرته , انفتاحه على المستقبل يجعل من حياته ذات مغزى , خوفه من الموت  يجعله يبحث عن أجوبه تفتح له طريقاً للفرار منه , حينما يتوقف العلم أو يتلكأ قليلاً يبحث عن بديل عند عراف او قارىء كف مهما كانت درجته العلمية ومكانته  قيل عن الرئيس ميتران أنه كان يتردد على عراف  وهناك العديد من الشخصيات العلمية والثقافية  يفعل  من قبيل ذلك.

بعضهم قال ان فيروس كورونا هو المهدي المنتظر  والبعض الآخر إدعى أن الشعب الذي سينجو من كورونا هو شعب الله المختار.

ما أصغر كورونا وأعظمه في نفس الوقت   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق