الأحد، 27 سبتمبر 2020

التشكيل الوزاري الثاني"2"

بمجرد أن أُعلن التشكيل الوزاري الثاني , تحولت الدوحة االى شعلة من الحركة والمجتمع الى كتلة من النشاط , إستغرق التشكيل الوزاري الاول مايقارب من العشرين عاماً , فكان مجرد الاعلان عن التشكيل الوزاري الثاني قتلاً للرتابة وحالة السكون والاعتياد المملة, تداول المجتمع الزيارات للوزراء الجدد والمباركة بالثقة الاميرية واحتفى بهم ايما إحتفاء , شباب من خريجي الجامعات تكنو قراط يحملون شهادات في جميع التخصصات وبعضهم من السفراء وجميعهم قد تمرس في العمل الحكومي ولديه من الخبرة الشىء الكثير , فأنتشى الشعب بهذا التغيير وعاش أملاً كبيرا بالنهوض الاداري والتحول في الاداء وفي الانتاج , كان التشكيل الاول كماذكرت لايشكون من مسافة بين وضعه والمنصب الذي تقلده من هنا كانت انتاجيته كما ذكرت في المقال السابق , بينما تفاجأنا جميعاً بأن هناك فجوة بين مخرجات التشكيل الثاني مركبه بينه وبين المنصب وبينه وبين السلطة, ومن هنا ظهرت ريعيته في مقابل انتاجية التشكيل الاول ومن هنا ايضاً بدأت الخيبة تتسرب الى اعماق المجتمع بعد أن عقد الامل على الشهادة الجامعية والشباب النشط , فجائية التعيين وعدم توقعه أحدثت لدى البعض فجوة بينه وبين المنصب ومسافة ذهنية بينه وبين التحقق من تقلده مما أثر كثيراً على الاداء وأصبح شاغل المنصب مديناً للمنصب وليس العكس , كما ضعف الانتاجية المجتمعيه لدية أوجدت مسافة كبيرة بينه وبين المنصب جعلت من أداة أكثر منه راياً وحضوراً, ونتج عن ذلك الوضع بدلاً من الانتاجية صراعاً داخلياً بين مكونات وفاعلية العمل في الوزارات , كانت الطموحات أكبر حيث أنها أهملت الواقع الاجتماعي الذي كان من أهم خصائص التشكيل الوزاري الاول , اعتماداً على أن الشهادة الاجتماعية والخبرةالعملية كافية لتحريك كل الامور ولم ننتبه الى مفهوم العلاقة داخل المجتمع التي لها الدور الاول والاكبر في نجاح العمل في مجتمع لايزال يعتمد على الوجاهة الاجتماعية اكثر من الشهادة الجامعية والوجود الاجتماعي العميق مع السلطة اكثر من العلاقة العملية الرسمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق