الخميس، 1 أكتوبر 2020

صباح ... الجوهرالذي أفل

يمثل الراحل الكريم الشيخ صباح الاحمد الجوهر الذي تقوم به الاشياء, كان جوهراً في وطنيته , وجوهراً في خليجيته وجوهراً في عروبته واسلامه , كان رحمه الله يمثل نطاقاً مغناطيسياً يحمي الاعراض من التصادم والتلاطم في الداخل وفي الاقليم وفي العالم لذلك استحق لقب الشخصية الانسانية الاولى بكل جدارة , في حين تحول الاخرون الى اعراض ثانوية تتبع مجالات مغناطيسية لجواهر اخرى لاتمت الى الخليج ولا الى العروبة ولا الى الاسلام بصله, قاوم الانقسام الخليجي ووصفه بأنه مختلق ولابد من تجاوزه, قاوم التردىء العربي ودعا الى جامعة عربيةونظام عربي جديد, قاوم التطبيع ولم ينزلق بهشاشة كما انزلق الغير مدعويين اصلاً, الى ذلك بهشاشة مذله , دعا الى التسامح والتعالي والارتقاء اشار الى ان بلده تعرض للعديد من الدسائس بلغت الى حد الغزو المشؤوم ومع ذلك ارتفع بقيادته لبلده عن ذلك كله , تعامل مع الداخل واعتبر الجميع ابناءه وتعامل مع دول الخليج واعتبرها جميعاً بلده ووطنه , اليوم نبكيه كجوهر غاب , اليوم نبكيه كنسيج ضام لاجزاء الجسم العليل منها او السليم , نحن اليوم في الخليج مجرد اعراض غاب جوهرها مالم تعي ذلك جيداً والا فستنفي بعضها بعضاً , يجب ان نستفيد من رحيله بشكل اكبر وأعظم من ذلك اثناء وجوده بيننا , لأن الحصيف من يدرك اهمية الغياب اكثر من ادراكه لحقيقة الوجود وادراكه للعبر بعد ذهاب الخبر, اللهم ارحم شيخنا صباح وارزق الكويت خلفاً يليق بسلف عظيم وارزق قادتنا وعياً جديداً نحن شعوبهم ومستقبلهم ونبراساً قويماً من تجربة الراحل التي سكن القلوب قبل اللحد و وأستأثر بالمحبة قبل القصور والنقد و بث الامل رغم اشتداد الليل وحلكة الطريق واقتراب الحد والمنزلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق