الأحد، 20 يوليو 2014

المسلم الأخير




جسده آيه كل مافيه ينبض ببساطة الاسلام،قلبه سليم ،قرآنه إنسان كرمه الله، يؤدي فروضه،يرعى جاره، يُحسن الى الفقراء والمحتاجين، يتعامل مع الجميع بمسطرة الإنسانيه ، لايهمه بل ربما لايعرف عقيدة صاحب المتجر الذي يشترى بضاعته منه، كل أهل الفريج مسلمون في نظره ،لاينوي على شر ،ولايكتنز حقدا ولايحمل حسدا، يفتخر بتاريخه ويعتز
بلغته،بيئته طاهره، مجلسه فواح بالأخوة والمحبه، الإسلام عنده واضح وبسيط ،قلب سليم ومحبة ورحمه، لايحتاج الى تصنع ،ولا إلا التكلف ولا إطالة اللحى، ولا إلى شيخ يقلده أو مطوعا يلبس جلبابه .يؤدى واجبات الدينيه وكفي ،ويقوم بحاجاته الدنيويه بإنسانية لاتعاني من ضغط مهما كان نوعه دينيا كان أم إجتماعيا،في المسجد لايستمع الى خطبة إيديولوجيه تحت شعار ديني ،لذلك عالمه ليس منقسم ولايعاني من الإنشطار النفسي،اخطيب المسجد عنده موظف إذا لم يدرك شيئا من عادات المجتمع وقيمه وسلوكياته
أرشده وعلمه،يرى الخير في جميع الناس،لم ترد إلى سمعه كلمة التكفير بعيد ،إذاغم عيه شئ أو إستشكل عليه أمر سأل أحد المشايخ القريبين والمعدودين عنه، كان ينشر الدين عمليا ،ويحبب فيه الغريب تعاملا،وطنه ليس مجالا للمساومه ،إسلامه ليس على حساب وطنه،ولاوطنه مشروعا أصلا لإنتهاك إسلامه،عايش المد القومي ولم يتأثر إسلامه به ،يدرك .أن الاسلام الحقيقي ليس في تضاد مع قوميته العربيه، لم يخلط بين الفكره والتطبيق ،كان حصيفا رائعا ،لأن إسلامه إنسانيا ،لايعمم ،ولايتهم ،ولا يبحث في النوايا والسرائر، آذانه بسيط بلا ميكروفونات صاخبه ،وصلاته بلا بروفات،كان مرتفعا إلى مستوى الدين ،ولم ينزل به الى مستوى نزعات النفس البشريه وشهواتها،تغير الإسلام من حوله وإذا به يُتهم بالمسلم الساذج الذي لايثور ، وأنه لابد له من بيعه فليبحث لولي يبايعه،ولابد له من فصيل يتبعه وآخر يتبرأ منه ،وأحضر له كتالوجا من الماض لكي يحدد أمره ويحزم شأنه ويبدأ إسلاما جديدا يقوم عى الولاء والبراء وليبدأ بعشيرته الأقربين، هذا لايصلي فهو كافر ،وجاره يتأخر عن صلاة المسجد فهو رافضي ، والتاجر الذي يتبضع من متجره يدخن بشراهه فهو عاص ولايجب الاستمرار معه،وأحد مرتادي مجلسه غير متزوج فهو خطرويجب نهره وإبعاده، وخطيب مسجده يدعو للحاكم بالصلاح فهو منافق ، وتنبهه الى أن التلفزيون مفسده،فحرم بيته مشاهدته،وطبيب السكر الذي يعالجه زمنا مسيحي فتبرأ منه،،والخادمه في بيته بوذيه فطردها،والغرب كافر فحرم أهل بيته السفر الى الديار المقدسه ،وسيطر عليه هاجس آخر الزمان ودلالات الساعه فأستحال نومه إلى كابوس بين قيامها ودلالاتها، فتحولت إجتماعيته إلى فردانيه قلقه متوجسه ،هكذا إستحال إلإسلام في نفسه من طمأنينه إلى قلق وتوجس فأنهمرت دموعه ،واصبح ليله بكاء ونهاره إستغفارا على مافرط قبل ذلك، فهو لم يكن مسلما كما ينبغي قبلا هكذا أرشده وعيه الجديد الملتبس، بالرغم من أنه كان إنسانا رائعا،وهنا المفارقه

هناك تعليق واحد:

  1. والله نعم الرجل انت
    اخوك عمير بن عبدالله النعيمي

    ردحذف