الثلاثاء، 16 يونيو 2015

الديوان الخاص بين فكرة الغنيمه وفكرة بيت مال المسلمين


مع قدوم رمضان يتطلع قطاع كبير من أهل قطر عموما إلى مساعدات الديوان الخاص , إنطلاقا من قدسية الشهر الفضيل وعادة السلطه الحاكمه في مد يد العون والمساعده لكل المحتاجين من أهل البلد والقاطنين فيها , درج حكام قطر عموما على إعطاء الديوان الخاص أهمية بالغه كحلقة وصل بين رغبتهم في المساعده, والمستحقون لها من ابناء شعبهم الوفي. وعبر تاريخ الديوان الخاص كانت هناك دائما قلوب بيضاء شهد لها اهل قطر بالحب والوفاء والمساعده , ولاتزال ولله الحمد تتواجد كوكبة من شباب قطر الصالح تقوم بهذه المهمة خير قيام , إيمانا منهم بالمسؤوليه , وإعترافا بحق المستحقين من أهل قطر الذين كابدوا حقب الانشاء والتحولات في بناء قطر التي نشاهدها اليوم. ما أود التركيز عليه في هذه المقالة هو فكرة "الديوان الخاص" ذاتها , لأنها لاتزال موغله في سوء الفهم لدى البعض بين نظرتين أولاهما , أنه حظوه وانتقاء للبعض وعلى ذلك تترتب فكرة الغنيمه , والثانيه أنه بيت مال المسلمين , وبناء ذلك أيضا نقفز من مفهوم الدوله إلى مفهوم الخلافه وما يترتب على ذلك من شعارات تطرح تأخذنا بعيدا عن الواقع ومقتضايته. الحقيقه أن فكرة الديوان الخاص على نقطة تقاطع بين فكرة الغنيمه وفكرة بيت مال المسلمين.في الذهنيه الشعبيه الريعيه هو غنيمه , وفي الذهنيه الراديكاليه الابعد في المجتمع هو بيت مال المسلمين , في نقطة التقاطع هذه تقف الدوله كشرطي مرور منظم , بين فكرتين كلاهما يمثل إنعطافا سلبيا للمجتمع قد يتطور نحو إبراز ثقافة لاعلاقة لها بروح المجتمع ولا بقيمه وتقاليده ولا بروح الاخاء التي جُبل عليها. فكرة الديوان الخاص فكرة إجتماعيه هدفها صالح الدوله وإرادة الامير في استقرار الحكم عبر التاريخ , فهو الحلقه الوسطى بين قصور مؤسسات الدوله وبيروقراطيتها وبين حاجة المجتمع وضروراته المتجدده والطارئه , الديوان الخاص هو الانسان وسط ابراج المسلح والاسمنت التي لاتستمع الا لصفير الرياح, إهتمام الدوله ممثلة في سمو الامير حفظه الله في تطوير العمل وتنظيمه في الديوان الخاص نابعُ من رؤيه صادقه لحق التاريخ على الحاضر والمستقبل , لا ليس الديوان الخاص فكرة للغنيمه , إلا الجانب المعنوي منها الذي يخلد الشخص بعد ذهاب المنصب عنه , وليس الديوان الخاص كذلك بيتُ مال للمسلمين لأنه جزء من ميزانية الدوله وليس بيت للغنائم والزكاوات والمنقولات كالفىء والخُمس أو ماثبت بيد المسلمين ولم يتعين مالكه كما كانت تسمية تبعا لذلك , في الحقيقة هو مشروع اجتماعي يسد الفراغ الناشىء بين تطور المجتمع وبين ثقل حركة الطبقات الاجتماعيه فيه نظرا لظروف كل طبقه وقدرتها على المواكبه ,ومنعا لتكَون أحزمة إجتماعيه خارج التصور تكون عرضة لإستلاب الفكر السلبي أيا كان نوعه وجهته, قطر عبر التاريخ كانت موئلا للخير ومسلكا لدروبه وشعابه ,ومضربا للوفاء , الحقيقه التاريخيه القائمه اليوم تشهد بذلك, الاتجاه المتزايد لقطر اليوم لم يأتي من فراغ إلا أن الديوان الخاص له خصوصية وعين لايجب أن يحجبها الضباب ولاالغبار عن رؤية التاريخ عندما كان وليدا وسط صحراء قاحله لاماءٌ قيها ولاشجرُ. اللهم وفق الجميع , وأفتح قلوبنا جميعا لرحمة الضعيف , ولاتنسنا ضعفنا ولا ساعته القادمه بلا محالة, وأجعل قلوبنا فيمن حبك وأتقاك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق