الأحد، 26 يونيو 2016

فكرة المسلم "الأعلى"



عندما تشعر بأنك لست مسلما بالقدر الكافي, عندما تشعر دائما بذنب التقصير , عندما يحتويك الندم  المستمر بأنك لايمكن أن تكون  مثل أولئك الاوائل في الاسلام , وإن عليك دائما أن تكون أكثر إسلاما, صورة المسلم الأعلى  من جانب العبادات فقط , وليس من جانب المعاملات  الدنيويه, أو من منطلق البعد الانساني  الذي يأخذ بظروف الوقت ومتغيراته, هي حالة من الحزن الدائم  الذي  يرتبط لدى البعض ذهنيا بفكرة المسلم الأعلى ,وهي  لست صورة صحيه لاللإسلام ولا للمسلمين, الانسان كائن مادي  , توحشك على ماديتك بإستمرار لايحولك الى كائن نوراني , يعيش المسلم اليوم ضمن  نطاق دولة  وسط إقليم عالمي , مالم  ينتمي إليه إنسانيا  خاصة وأن الاسلام دين إنساني , لكن التركيز على فكرة المسلم الأعلى  تضع النشء في حيرة من أمره ومن مستقبله, شهد التاريخ امبراطوريات عظيمة  قامت على فكرة الانسان الاعلى  ولكنها إنتهت , لكن الاديان استمرت , المهم أن لاتنتج وحوشا جريا وراء فكرة  الانسان الأعلى هذه, المسلم المتواضع الذي يهدي البشرية الى خير السبيل , الذي أوصل الاسلام الى أرخبيل الفلبيين وجزر اندونيسيا , هذا المسلم  المتعامل مع ظروفه  وبيئته بشىء  من  تواضع الانسان  وعظمة الاسلام, هو من أنتج اليوم توافقا بين الاسلام والعصر في تلك الدول كماليزيا زاندونيسيا وغيرهما, المسلم ليس كائنا خارقا ,  حتى يعيش تبدل العصر  دون أن يندمج فيه اندماجا ايجابيا , يجعل منه في حالة طلب مستمر  لبناء ذاتا اسلاميه’ انسانيه , تعلو بحقيقة الاسلام السرمديه  وفي نفس الوقت تؤكد حقيقة الانسان  المرحلية ووظيفة المسلم في السعي  وراء الكمال  ليس انطلاقا من الحتمية  الالهيه ولكن انطلاقا من ثنائية الذنب والاستغفار البشريه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق