الاثنين، 27 يونيو 2016

يوميات فداوي "قديم"



لم اعد قريبا من الشيخ كما كنت في السابق , لم يعد يطلبني لمرافقته , لم يعد يشعر بي كما كان في السابق كلُ ماعلىَ ان أقبض  معاشي الشهري , لم اعد احصل منه على عطايا أخرى , لاحظت تغيرا في إهتمامه وسلوكه معي ومع بعض اقراني حينما  إنضم الى جوقتنا فداوي من نوع آخر  يفهم في البورصه , ويعرف في التجاره  ويقرأ التقارير والاحصائيات, هو احسن حالا ماديا منا , لكنه  يحمل نفس العقلية  التي ترى أن القرب من الشيخ قربُ من الدنيا وخيراتها, كل إمكانياتنا أنا وأقراني  هي  في الاستجابه لطلبات الشيخ  بصورة فجه , سياقة السيارة , توصيل الطلبات  والاولاد , قضاء حاجيات القصر, بينما الفداوي الجديد ينكب معه على أوراق ووصولات ورسومات , لاندرك كنهها , يطلبه حثيثا ودائما  ويقعده الى جانبه,  فداويتنا السابقه  تغيرت شروطها عندما كان الشيخ  يقضي كل أوقاته في القنص  والتخييم في الشتاء  وفي المجلس  ,أصبح الآن أكثر إنغماسا في مجال "البزنس" إلهي من قاده الى هذه الفكره التي ستقضي على مستقبلي ومستقبل أقراني  , هذا التغير لست أنا وأقراني مهيئون له بالدرجة التي  نحتفظ  معها ومكانتنا, سمعت حديثا مخيفا بأن الشيخ قد يستغني عن خدماتنا بتطوير  مجلسه  وإدارته بإيجاد طاقم فندقي  يلبس الزي الموحد   وإن الاصلح منا سيبقى سائقا لاغير  في أحسن الظروف , خاصة وأن الشيخ سيترك هواية القنص  نهائيا فهي لم تعد مجزيه  وسيركز على  اعماله التجارية أكثر. حاولت ان أتقرب من الفداوي"الجديد" واسأله عن كيف يمكنني التأقلم مع  الوضع الجديد؟ أجاب  :بانني لم أطور نفسي  بالشكل الذي طور معه الشيخ نفسه   هو إتجه من الترفيه الى العمل التجاري , وأنت لم تتطور معه لتمتلك  إمكانيات التعامل مع وضعه الجديد سواء دراسة أو خبره. لذلك هو اليوم لايحتاجك , أنا مثلا أمتلك خبرة تجارية ورثتها من آبائي,الذين عملوا في بدايات التجارة في قطر مع إنكم أحيانا تعايرونني  بأصلي    ومكان ولادتي ونشأتي ,  وقد تمكنتم كثيرا  من إقصائي  بعيدا عن طريق التعامل مع الشيخ و لكنكم لم تحسبوا يوما لتغير ذهنيته  وإهتمامه, مع مايجتاح العصر  من مادية , خاصة بأنه شعر بثقل مايملك من ثروه فإحتاج لمن  يحسن إدارتها أو يعاونه على  تحقيق ذلك , ثم أخذني جانبا وأسر  لي , هل تعلم ياأخي : أن الشيخ  الآن في حاجة لي أكثر من حاجتي إليه؟ إ لى  درجة  بت أشعر معها بأننا يمكن  نتبادل الأدوار في الخفاء دون أن يشعر احد؟نعم يا أخي لم يعد هناك إملاء مباشر عليَ, هناك تشاور وإصغاء  واستجابة لكثير ما أقول . أما أمامكم فأنا  أأحمل نفس الصفة التي تحملونها وأقوم بنفس الدور الذي تقومون به أمام المجتمع  لكن مع إعتبار  بانكم مهيئون للإستجابة  للنداء الفج منه , إذهب , أعمل , نفذ ..إلخ ,بينما انا اأصبح ندائي همسا  والاشارة لي  غمزا.نعم أنا كنت أمتلك المال ولكن كان ينقصني الجاه, بينما أنتم تمتلكون أسس الجاه  ولكن كان ينقصكم المال , فمستقبلنا  أنا وأنت  في اتجاهيين مختلفين أنا أبحث عن الجاه , وأنت تبحث عن المال , إذا لم تستطع تحقيق  ذلك  فستستبدلك الدائرة المحيطة بآخر غيرك , يدرك المتغيرات  التي تحدث في القطب  ويتفاعل معها إيجابيا.

بعد كل هذا اللي سمعته , عدت أدراجي , نادما على غبائي الذي كان يقودني دائما الى ربط المسمى بالمهنه  ولم ادرك  بان  مجتمعاتنا الخليجيه تحتفظ بالصفات المهنيه طويلا , فإذا لم تتطور بإتجاه المهنه ومتطلباتها العملية والعلميه المطلوبه, قتلتك الصفة واهالت عليك ترابها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق