السبت، 18 نوفمبر 2017

مجلس الشورى ... واقع متغير ام وعي مجرد؟


 

لا يهمني في مجلس الشورى أسماء الاعضاء , ولا درجة أالاداء المرتبط  أساسا بقانون إنشاء المجلس وصلاحياته.مايهمني حقيقة  صورته الذهنية  المتكرسه في وعي المواطن.  كثير من اعضاء الشورى السابقين كانوا  على قدر كبير من التعليم والثقافة والدراية والاخلاص , لكن الوعىَ المتكرس في ذهنية المجتمع إفترسهم ولم يقدر دورهم وجدية أدائهم, مجلس الشورى أو مجالس الشورى او البرلمانات بشكل عام  هم في الاساس نتيجة واقع متغير على الارض  يتجه بالضرورة الى مزيد من النضج والتراكم المجتمعي,   أنا اعتقد أن قانون إنشاء المجلس وصلاحياته أمر  سهل  يمكن تجاوزه تجاوزه مستقبلا , بإعطاء مزيدا من الصلاحيات  للمجلس , لكن الأمر الاكثر صعوبة  والذي يجب ان نتنبه له هو  تحويله  في ذهنية المجتمع من واقع متغير الى مجرد وعي محض يصعب مع الوقت على المجتمع التخلص منه مهما كان دور  المجلس ايجابيا  في المستقبل  , كنت اتمنى أن  لانعمل على تكريس المجلس كوعي محض هذة المرة ,  من خلال  تشكيلة تُشعر المجتمع بأنه واقع متغير , لكن عزاؤنا كان في إشارة الامير بأن العام القادم سيشهد خطوات  جادة نحو تشريعات  يتحول معها المجلس الى مجلس منتخب , إلا انني لازلت أعتقد اننا يجب أن نتنبه الى خطورة أن يتحول الى وعىَ محض  لأن في ذلك إعاقة كبير لإدائه حتى بعد أن يتحول الى مجلس منتخب بل أن  هذا الوعي المحض سيكون سبيلا ومؤشرا لأي عملية إنتخاب قادمة, ولكن ماهي الدلائل التي تشير إلى أنه  أصبح وعيا محضا وليس واقعا متغيراً, هناك كثيرا من المؤشرات أذكر منها

أولا:التوريث  , الاخ عن أخيه , الإبن عن أبيه

ثانيا:  القبيلة كوعىَ , والقبيلة كوسيلة,  بمعنى الاطار المعنوي  للشروط لاتخرج عن هذا الوعيَ, لذلك تختزل الكفاءة والفروق الفردية في اطار الوعي القبلي وهوإختزال للفردية ضمن سياق عام صوري , كذلك قد تستخدم القبيلة كوسيلة لمؤشر ما تتطلبه  ظروف اللحظة الراهنة  سواء داخليا أو خارجيا.فنجد عضوان مثلا لقبيلة ما او قبيلتين دون غيرهما ,  وهذا تكريس لوعي ولوسيلة  قد يصبح عائقا يصعب تجاوزه إذا ماتكرر.

ثالثا: دليل آخر يثبت إلا أن المجلس أصبحا واعيا محضا هو الاعلان أوإعلام المجتمع بطريقة أو بأخرى بإسم الرئيس ونائبه قبل الاعلان عن اسماء اعضاء المجلس , بمعنى أن الوعي  الثابت يسبق الواقع  المتغير  في إطار التجربة السياسية وهذا أمر  يحول  العملية السياسية الى مايشبة  الدين او النص الديني .مع العلم أن المجلس الاول في تاريخ قطر كما أشار استاذ القانون الدستوري الدكتور حسن السيد في  محضر اجتماعه الاول في بداية السبعينيات إنتخب الرئيس ونائبه من خلال تصويت عام لاعضاء المجلس , وذلك  يدل على الاقل  بأنه كان  مجلسا  يطرح المشاركة كإرادة وواقع.

 

 رابعا: لعل تعيين المرأة لأول مرة في المجلس  يُعد إنجازا  للواقع على حساب الوعى هنا, إلا أن ذلك لايمنع  ان ينتصر  وعىَ المجتمع المُكرس على واقعه بشأنها في حالة  حصول إنتخابات.

 خامسا: يبدو واضحا أن المجلس الجديد  مجلس وعىَ مسبق وليس مجلس واقع, لكن كما أشرت لعل إشارة الامير تضىء حول خطوات قادمة مستقبليه تعمل على الاقل  في المزاوجة بين الواقع والوعىَ بشكل  يعمل استقرار المجتمع ولايجعل من العضو  يرفع أصبعيه على شكل حرف الانتصار "  v"بالانكليزية بعد إختياره لأن عضو مجلس الواقع  لايعلن إنجازه إلا بعد أن ينتهي دوره , وحده عضو مجلس الوعي  المحض من يعتبر تعيينه إنجازا  لأن في ذلك تعاليا على الواقع والتجربة.

أتمني أن لانعمل على تكريس المجلس وعيا محضا أكثر من ذلك  خاصة وإننا نقترب من اليوبيل الذهبي  لإنشائه. وإلا سوف نحتاج الى  وقت  طويلا جدا لكسر  هذا الوعي المُكرس , وسنشيع تباينا واضحا بين الوعي والواقع , قد يسبق الوعي الواقع  بشرط أن يطوره ويعمل على تحسينه , حيث تثبيت الواقع ليس وعيا  وإنما هي حالة من اللاوعي المتدثر.

  

هناك تعليق واحد: