الأحد، 19 نوفمبر 2017

"ابطال" في الظل


 

طيلة فترة الحصار كنت أرقب حركة المجتمع  وحركة الاوساط الاجتماعية فيه,كانت ردود الافعال  على الحصار متباينه من حيث نوعية الخطاب المُنتج, الذي  أخذ حيزا كبيرا وصيتا عظيما  هي الفئة التي كانت قادرة على انتاج خطاب إعلامي  يدافع عن قطر  ويهاجم الحصار الجائر ويكشف الاعيبه وتزويرة , على الرغم من أن جُله كان خطابا تستدعيه الظروف  ومقتضياتها وليس الثقافة  وتحليلاتها, إلا أنه أبلى بلاء حسنا على كل حال. لمست اثناء ذلك خطابا وطنيا صامتا وتحليليا رائعا  لم يصل الى وسائل الاعلام , خطاب يفيض حماسا ودفاعا عن الوطن وعن قيادته وعن أميره الشاب, وهو في إعتقادي واسع وويشمل قطاعات واسعة  من الاوساط الاجتماعية بلا إستثناء, نوعٌ من التفاني  والتضحية يحمله الجميع الكهول والشباب والمرأة والرجل على صعيد واحد.ذكر لي "محمد" وهو  أحد أبناء قطر الذين عاصروا اجيالا وشهدوا أزمات " اننا في قطر على مر التاريخ  لانتخلى عن قيادتنا مهما كان الخطب كبيرا , فلا تستمع للإذاعات  ولا تهتم بالحليلات كثيرا نحن أهل فعل ولسنا أصحاب كلام", وحدثتني "أم ناصر" وهي أم قطرية كبيرة في السن قائلة"لقد عشنا العسر كله وشهدنا اليسر وأيامه والدنيا ياإبني بين عسر ويسر " كما حدثني "علي" وهو شاب صغير قائلا "لايعرفني الامير لكنني أعرفه وأحبه,  أعرف قطر وترابها , وأعشق ماءها وسماءها  ليس أسمى عندي من الموت في سبيلها"

هذة الجبهة الداخلية التي يُعتمد عليها , هذا هو الوسط الاجتماعي الذي يُراهن عليه , حيث يتحدث بصدق  وبإيمان وبعيد عن الاضواء  والحذلقات الكلاميه , كثيرون هم الذين إرتسمت الازمة على محياهم إصرارا وعزيمة,   ذكرت "أم محمد" أنها تشعر بأن عليها أن تقدم شيئا للوطن  وليس لديها أغلى من أبنائها فهم جميعا جنودا في جيش قطر وخلف تميم المجد, وأشار لي "أبو محمود" جئت الى الدوحة صغيرا ويشرفني أن أموت  دفاعا عنها لو لزم الامر فخير إكتافي  منها ومن شعبها الكريم".

هناك الكثير من الابطال في الظل ,  في الحياة البرلمانية هناك  دائما حكومتان , حكومة  الفعل وحكومة الظل , وكلاهما يعملان معا من أجل الوطن والمجتمع , وكلاهما يتناوبان الشمس والظل , فإن أبرزت الأزمة شمسا مشرقة  فإن الظل كذلك يحمل أنفسا  تهيم حبا  وشوقا وإخلاصا لقطر وشعبها وأميرها الشاب.

 

هناك تعليق واحد: