الثلاثاء، 1 مارس 2016

المشترك الذي بيننا



مجتمع لايسأل نفسه ماهو المشترك بين أفراده الذي يجعل منهم مجتمعا , يكون عرضة للتجاذب وللصراع.ماهو المشترك بيني وبين المواطن الآخر؟ ماهو المشترك بين حريتي كمواطن وحرية بقية أفراد المجتمع؟ ماهو المشترك بين أفراد المجتمع والآرض التي يعيشون عليها؟ ماهو المشترك بين المجتمع ونظام الحكم السائد فيه؟ ماهو المشترك بين المجتمع وبيئته التي يعيش في أحضانها ويتمتع بخيراتها؟ ما نلاحظه من احتلال للساحات العامة والاعتصامات هنا وهناك ليس سوى دليلا على إختلال مفهوم "المشترك" لدى أفراد المجتمع ,النقاش حول المشتركات ضروري وحيوي وعلى قدر كبير من الأهمية لإستقرار المجتمع, مجتمعاتنا في الخليج بحاجة ماسة اليوم بالذات لإعادة فهم المشتركات بينها وبين شعوبها , لأنها تتعرض بالفعل لهجمة قاسيه من ثقوب غياب مفهوم "المشترك", أقترح على المؤسسات الشبابيه والثقافيه في المجتمع إحياء فكرة "المشترك"أو اللاصق الاجتماعي الهام لأي مجتمع ,من خلال نشاطاتها وندواتها ,والمنتظر إحياء رميم الطبقة الوسطى المتآكل والذي يؤثر سلبا على المجتمع ولاتظهر آثار ذلك إلا بعد حين, المشترك ببساطة هو اشكال الثروة بمفهومها الواسع التي يتقاسمها أفراد المجتمع ولاأعني بالثروة هنا الجانب المادي وإنما رأس المال الاجتماعي كذلك وهو على قدر كبير من الأهمية , الثقافة السائدة اليوم في مجتمعنا هي ثقافة "مايميزني عن بقية أفراد المجتمع" والبحث على هذا الأساس يجعل من المجتمع في حالة من اللهاث والتزوير والاختلاق , ويضع فاصلا وحاجزا بين المجتمع والنظام الذي هو من صلب المجتمع وجزء هام وضروري من أجزاء المشترك العام.قطر في وضعها الجديد تحتاج الى البحث عن المشتركات لا عن التمايزات , المشترك بين ابناء المجتمع القطري الذي أخذ في التحلل والاندثار بعدعملية رسملة المجتمع السريعة التي يتعرض لها المجتمع والتي تؤدي الى ابراز ثقافة التمايز على ثقافة المشترك , حتى لايبحث كل منا عن مصيرة بإنفراد كما يحصل في مجتمعات أخرى فيصبح ضحية للاستقطابات السياسية منها أو الطائفية أو الدينية , نحمد الله أن مجتمعنا القطري خاليا إلى حد ما منها حتى اليوم , لكن غياب مفهوم المشترك قد يجعل منه مسرحا لها في المستقبل المنظور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق