السبت، 5 مارس 2016

الخطاب الديني في المجتمع القطري








في إعتقادي مرَ الخطاب الديني في المجتمع القطري بثلاثة مراحل
المرحلة الأولي : خطاب المجتمع هو خطاب الدولة, خطاب فطري فردي متسامح , يتعامل مع ثنائية الدين والدنيا بإتزان , المسجد والمدرسة في تناغم مشترك ما يتعلمه في المدرسة يسمعه في المسجد , كان يرى في الخطاب القومي السائد في ذلك الوقت عضيدا له وليس في تضاد معه, حتى أن معظم مشايخ قطر في تلك الفترة كانوا مع الخطاب القومي الناصري,.
المرحلة الثانية: الخطاب الديني المتأثر ب"الصحوة الاسلاميه"وذلك مع بروز مايسمى بالصحوة الاسلامية أو الصحوة الجهادية, أخذ الخطاب الديني بعدا جديدا متجاوزا موقف الدولة السياسي الثابت, وغلب على طابعة الدعوة للجهاد ضد الغزو الالحادي السوفيتي لأفغانستان وشهدناسقوط أول شهيد قطري يقع في ارض المعركة هناك وأحتفى به الخطاب الديني في ذلك الوقت أيما إحتفاء, ورواد هذا الخطاب جميعا من مشايخ الدين العرب الذين احتضنتهم الدولة, وساد تبعا لذلك نمط من التدين الشعبي لدى العامة إتسم بظاهرة الخروج والاعتكاف في المساجد والدعوة للجهاد , والعزوف عن الدنيا وإحتقارها, غلب على هذا الطابع من الخطاب جانب القداسه في ظل مجتمع دنيوي مدنس
المرحلة الثالثة:الخطاب الديني السياسي:البروز الرسمي لهيئاتة ومراكزه ورموزه, فيما تراجعت مساهمة المجتمع القطري المحلية فيه وتعاظم دوره بالتالي إعلاميا كإمتداد لنتائج التي تمخض عنها الربيع العربي , في حين أن قناة الجزيرة إبان ثورة 25 يناير كانت تبث الاغاني الحماسية لفترة القوميه العربيه بشكل دائم تشجيعا للثورة على الوضع السائد والتي عاش عليها المجتمع القطري تلك الايام دون الشعور بأي تضارب أوتبدل في صورة أو طبيعة خطابه الديني.
ما أود الاشارة إليه هو أن لم يعد من الممكن الخروج من تضارب الخطاب الديني في أي مجتمع طالما أنه خطاب لاينبع من طبيعة المجتمع وقناعاته , الخطاب الديني المستورد, لايمكن أن يكون فاعلا في مجتمعات ليس لديها خلاف ولانزاع سياسي يجعل من الدين أداة أو وسيله للإنغماس في السياسه , تفقد الدول اليوم السيطره على المجال العام بفضل تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال , مصادر التدين اليوم متعدده لم تعد فقط محصورة في المسجد ودور العبادة والخطاب الديني الرسمي, إعتماد دولنا على خطاب ديني فردي ضمن مؤسسات مدنية وتعليمية تملك رؤية واضحة لهوية المجتمع المفطوره على التدين بعيدا عن التقديس أو التسييس هو الحل الأمثل لصيانة فطرة المجتمع وهويته وتدينه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق