السبت، 25 سبتمبر 2010

الاجندة العربية ..ذلك المفقود

الاجندة العربية ..ذلك المفقود
عبد العزيز الخاطر
2006 / 7 / 19
عندما كان للعرب أجندة خاصة بهم كأمة لها مصالحها وثوابتها وكرامتها أمكن التغلب على الكثير من الصعاب والكوارث ووقفت الأمة برغم جميع النكبات ثابتة واستطاعت أن تغير من الواقع مهما كانت درجة مأساويته الى طريق جديد للأمل وجعلت من نكسة 67 طريقاً لحرب الاستنزاف العظيمة ومن ثم حرب أكتوبر المجيدة . لما كان للعرب أجندة لم تقف الطائفية أو القبلية أو المذهبية رادعاً ومفرقاً للجماعات ومصدراً لقتل الأخ لأخيه والابن لأبيه .
ولكن حين سقطت الأجندة العربية سقط العرب وأصبحوا مثل قطيع الأغنام كل في طريقه سائر الى مجهول ينتظره ويترقب مصيره والأجندة ببساطة هي توليفة من الوسائل تحفظ للأمة كرامتها في حاضرها وقدرتها على مواجهة مستقبلها ضمن ظروف الواقع ومتغيراته ، تحفظ كرامتها برفضها للظلم الواقع عليها وتحدي ذلك الواقع من خلال الإرادة الصلبة ومواجهة المستقل بأخذ متطلباته المادية والسياسية والمعنوية .
لكل أمة أجندة خاصة بها فكوريا مثلاً تحمل أجندة واضحة من خلال دخولها العصر النووي والتكنولوجي الصاروخي والهند والصين وأوروبا جميع تلك التكتلات تحمل أجندات واضحة عسكرية واقتصادية وإيران اليوم تحمل أجندة واضحة تجتمع عليها الأمة من خلال محاولة دخولها ميدان القوة النووية .
فمأساة الأمة التي لا تحمل أجندة واضحة بها كأمة تتمثل في ضعفها في مقاومة عملية الاستقطاب فما تلبث حتى تتحول الى فرق وشيع يحمل كل منها أجندة مختلفة .
ما نشاهده اليوم دليل على ذلك بلاشك ، يتهم البعض حزب الله بأنه يعمل لصالح أجندة خارجية وفي حين لم تكن لأي دولة عربية أو تيار عروبي في السابق أجندة خاصة بها أو به دون غيره. ان الغشاء الضام لأي أجندة يحتمل عنصرين هامين لا ثالث لهما هما القومية والدين بشموليتهما وقد نصل الى مرحلة متقدمة في حال إيجاد أجندة إنسانية ضمن الدولة الواحدة في حال قيام الدولة الديمقراطية . ما نشهده اليوم  هو انتحار ذاتي للأمة حيث تخلى بعضها عن بعضها تحت دعوى أن هناك أجندة أو أجندات لقوى خارجة عن الأمة ولم نتساءل لحظة لماذا لا تكون لنا أجندتنا الخاصة كأمة ! ومن المسؤول عن ذلك حتى نلوم غيرنا ممن وعى حركة التاريخ والمستقبل ونجح من تصدير أجندته الى الغير . لماذا تحمل الأنظمة العربية أجندة مختلفة عن طموحات وتصورات وأمال شعوبها ؟ أليس ذلك هو أُس الداء العضال ؟ انني على يقين بأننا نقترب من مصير الثور الأبيض الذى اختلفت أجندته عن أجندة قرينه الثور الأسود فضحى به وبأجندته أملاً في النجاة ولم يوقن أن المصير المشترك لهما وما يجمعهما من خصال وصفات ووحدة هو ما تقوم عليه أيه أجندة بل ومصيرها مرتبط أبداً ودائماً به فمن جعل خلاصه الفردي ثمناً في التفريط أو سبباً في اعاقة قيام أجندة خاصة بالأمة لا بالافراد أو الانظمة فقط كمن يحفر قبره بيديه من حيث لا يدرى فالعصر لا يحتمل الأقزام ولا الأجندات الخاصة وان بدا الامر مختلفا لدى البعض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق