السبت، 25 سبتمبر 2010

انسان الريع النفطي

انسان الريع النفطي
عبد العزيز الخاطر
2005 / 12 / 29
الشخصية السائدة في مجتمعنا الخليجي اليوم نتاج الحقبة النفطية ، وتلك الشخصية مهددة بالفشل والسقوط لعدم مواكبتها للمتطلبات التنموية التي يشهدها العالم حالياً والمصاحبة لتراجع دور الدولة الشمولي في النشاط الاقتصادي لصالح القدرات الفردية وقطاع الأعمال في تحريك الاقتصاد القومي ، هذا الفشل وذلك الإخفاق سيعود على المجتمع بانتكاسة ما لم تعاد هيكلة هذه الشخصية بما يتلاءم مع تلك المتطلبات . والطريف في الأمر أن إنسان فترة ما قبل النفط في الخليج العربي على وجه الخصوص كان إنساناً منتجاً ، إلا أن تلك الإنتاجية تراجعت في الجيل التالي بشكل تدريجي وبصورة عكسية مع ازدياد العوائد النفطية لتصبح اتكالية عمياء على تلك العوائد .
لا عيب في الاستمتاع بالخيرات ولكن كان من الأجدر التركيز وبصورة أكبر على استثمار تلك العوائد والفوائض على شكل موجودات رأسمالية أكثر منها كونها هبات وإنفاقاً استهلاكياً ، فالخليج جزء من العالم والتنمية البشرية أصبحت أهم ركائز العملية التنموية فلابد من تقدم مفاهيم جديدة على حساب مفاهيم أخـرى سادت أثناء مرحلـة التورم بالريـع النفطي ، ولابد من التركيز في التربية والتنشئة الاجتماعية على الإنتاجية والعمل والإخلاص ويأتي كذلك دور الدولة كموجه من خلال ربط الدخل بالإنتاجية وجعلها العامل المحدد للحراك والتدرج الاجتماعي ولكي يصبح نصيب الفرد من الدخل القومي معياراً أكثر دقة للعملية التنموية لابد أن يصاحبه عدالة في توزيع الثروة كما تشير المؤسسات الدولية ذات الشأن . فالقرن الحالي هو قرن الاقتصاد الإنتاجي ولابد أن يتحول الاقتصاد الخليجي من الريعية الى الإنتاجية لنضمن له الاستمرارية والمنافسة ، من هنا تكمن أهميـة إعادة هيكلـة الإنسان الخليـجي بشكل عام على أسس جديدة ، بغير هذه التوجه وذلك التوجيه من الدولة لا يمكننا الخروج من ثقافة القشور الكاذبة الى ثقافة أخرى كيفية إنتاجية تضع الأمور في نصابها الصحيح وتعرف أهمية العمل كأساس للبقاء والسيادة والاستقلالية أخذ الدولة بيد المواطن الى مواطن الاستثمار بإشكالها وعلى رأسها البورصات توجه محمود ولكن هذه البورصات بحاجة هي أيضاً الى الاستقلالية أكثر بحيث يستطيع هذا المواطن من الاستفادة الحقيقة منها وبشكل أكثر اطمئناناً وثقة . وكل ما أخشاه وفي هذا الوقت ألا نعي أهمية التكيف مع التحولات الكبرى التي نشهدها ونبقى على جمودنا مكابرين ، والحياة ليس من صفاتها الجمود والتحجر ، وعندئذ فقط سنصحو من ذلك الإغواء النفطي الذى لم يحقق إلا سراباً






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق