السبت، 25 سبتمبر 2010

هل يكون الدم اللبناني ثمناً لتطهير الأمة من آثامها

هل يكون الدم اللبناني ثمناً لتطهير الأمة من آثامها
عبد العزيز الخاطر
2006 / 8 / 4
هل يمكن أن تنقلب الضارة إلى نافعة ؟ هل يمكن أن تكون هذه الحرب المدمرة التي أتت على المدنيين أولاً بداية لعلاج أمراض الأمة المزمنة ؟ هل يمكن أن تكون أرواح الشهداء والأطفال والنساء والمسنين هي ثمن تقارب أطياف الأمة واستشعارها جميعاً لأهمية المصير المشترك الذي يحتوي جميع نتاقضات واختلافات الأمة في أيام الاسترخاء ؟
إن الأمم الواعية لا تترك أزماتها واختلافاتها الداخلية سبباً في انهيارها .إن الأمم الواعية هي التي تفرق بين مسألة الوجود ومسألة كيفية هذا الوجود .
لنر الآن كيف يتعامل العرب مع هذه الأزمة المتمثلة في الاجتياح الإسرائيلي للبنان وتدمير بنيته الأساسية والتحتية بعد استبعاد جميع الحجج والتي لا يمكن القبول بها مقارنة بالنتائج المدمرة المشهودة .
أولى الملاحظات على هذه الرؤية هي :- اختلاط السياسي بالديني بمعنى أننا سياسياً مع المقاومة ولكننا لسنا مع (( حزب الله )) هنا يفرض الخلاف الإسلامي الأول نفسه وكلا الطرفان يتحملان جزءاً تاريخياً مهماً من المسؤولية ومثل هذا الموقف حرم الأمة من الاجماع.
وهو جزء نازف من الجرح الأم في العراق حاليا المتمثل في الصراع السني الشيعي الطائفي البغيض فالأمر يحتاج إلى معالجة تاريخية من الجذور ليبدو الإسلام ديناً للجميع .

الملاحظة الثانية :- انفصام القاعدة عن الرأس وهو أمر متكرر الحدوث ولكنه اليوم يبدو أكثر بشاعة والحالة الأبوية للأنظمة أكثر وضوحاً حيث هي التي تعرف ما يريده الشعب وتعرف مصلحته أكثر منه شخصياً كذلك وهي حالة فريدة في تاريخ الحروب العربية والإسرائيلة إن ما لم تعهده الأمة هو أن تشعر اسرائيل بحاله من الدفء من الجوار العربى فى الوقت الذي تقاتل فيه بعضها بعضا .
الملاحظة الثالثة:- غياب القيادة أو القائد في ظل غياب الديمقراطية أصـــــلاً وهذه حالــــة لم تشـــــهدها أياً من الشـــعوب المناضلة عبر التاريــخ ولم ينتصر شـــعب دون وجود قائـــد أو (( حالة قيادة )) وفي ظل غياب الديمقراطية كما أشرت فلابد من وجود أحد طرفي المعادلة دائماً لتحقق النصر .
من هذا كله يمكن الاستنتاج بأن محصلة هذه الحرب المدمرة سيكون فيها الايجابي لامحالة فيما يتعلق بالبعد الفكري والتاريخي اللازم لصياغة وتبلور مفهوم الأمة لأي من الشعوب والذي يأخذ اليوم فى حالتنا أبعاداً أخرى من التشتت لم تشهدها الأمة حتى بعد انشقاقها حول نفسها بعد كارثة اجتياح الكويت فإسرائيل حالة خاصة دائماً في تاريخ الأمة وإمكانية الانسحاق والذوبان أمامها تطرح اليوم أمام الوعي العربي والإسلامي للمرة الأولى في تاريخه .

فالتنائج الإيجابية برغم مأساوية الموقف التي يمكن التنبؤ بها إذا صدقت النوايا وأيقن الجميع مصيرهم المشترك الذي لا يفرق بين عربي ومسلم ولا بين سني وشيعي يمكن الإشارة إليها بالتالي أن ثنائية سني – شيعي ستبدو وبشكل آخر في عالمنا العربي والإسلامي بعد هذه الأزمة وبحكمة العقلاء من الجانبين حيث إمكانية الانتقال إلى حالة إسلامية أفضل ستكون من المؤمل من نتائج هذه الحرب إذا كان لهذه الأمة عقل يفكر .
النقطة الثانية :- إذا لم تدرك الأنظمة العربية خطورة انفصالها عن قاعدتها فالإيام القادمة ستكون لها نتائج مدمرة عليها كأنظمة وحتى اليوم إذا ما سمح الله وتوسعت هذه الحرب على أكثر من نطاق فربما تواجه الأنظمة شعوبها لتبدو حالة انفجار العالم العربي من الداخل أكثر قرباً وتصوراً من ذي قبل .
الملاحظة الثالثة :- مبادرة الأنظمة العربية الى الشروع في التحول الديمقراطي وبارادتها لتحمي نفسها وشعوبها لأن الخطر لا يكمن اليوم في القوة العسكرية فقط فالصورة اليوم هي سلاح ضد الأنظمة كذلك ، فالمجازر والقتل المفتوح وما تبثه وكالات الأنباء والقنوات الفضائية كل هذا الانفتاح الإعلامي والحرب المرئية كلها أدوات ضد الأنظمة غير الديمقراطية . ما يحرك الشعوب اليوم هي (( الميديا المرئية )) علينا أن نفهم ذلك، فهي سلاح الغير وإن كنا نبرع في استعماله ولكن إلى حين لأن الحقيقة ستظهر عاجلاً كان أم آجـــلاً كل هذه الآثام التاريخية القديم منها والجديد يحتاج إلى تكفير فهل يكون الدم العربي هو الثمن .
الأيام القادمة حبلى بالأحداث فاللهم اجعلها لصالح عبادك الموقنين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق