السبت، 25 سبتمبر 2010

العلاج بالعاهات لكي يكون سلاح المقاطعة أكثر فاعلية

العلاج بالعاهات لكي يكون سلاح المقاطعة أكثر فاعلية
عبد العزيز الخاطر
2006 / 2 / 1
الاحتجاج والغضب الإسلامي الذى يجتاح الأرض له ما يبرره فلم يعد يملك المسلم غير دينه فالجسد الإسلامي كله عاهات وعلل الداخلية منها أكثر من الخارجية ولم يعد سالماً منه إلا دفعته المعنوية وهويته الدينية " لا اله الا الله محمد رسول الله " فالمساس بهذه الهوية وتلك الدفعة مساس بآخر خطوط النفس الإسلامية ! هنا تكمن خطورة الموضوع التي قد لا يدركها الفرد الغربي بشكل واضح لكي يبعدها عن ما يسمي بحرية الرأي ضمن مشروعه الحضاري . هناك محوران أود الإشارة إليهما في هذا المقال المحور الأول : كيف استطاع الغرب التغلب على مثل هذه المشكلة لديه ؟ والمحور الآخر : لماذا لا يشكل سلاح المقاطعة عاملاً حاسماً بيد الأمة العربية أو الإسلامية ؟
فيما يتعلق بالمحور الأول استطاع الغرب أن يُنسي العالم ماضيه الأسود وحروبه الطائفية والدينية من خلال تطوره في جميع المجالات وبناء حاضر يقوم على ذلك التطور ليصبح بالتالي ركيزة التقدم ومثالاً يحتذي لجميع الأمم الأخرى في حين أن حاضرنا المتخلف وعدم تطورنا جعل من ماضينا متحملاً للمسؤولية ومرمى لحجارة الغير من الداخل والخارج رغم إشراقه (بعض أطراف ذلك الماضي أنما الغث منه أكثر من السليم ).
ثانياً : استطاع الغرب أن يفرق بين مثالية الدين وصورة حامله أو صاحبه (( من خلال مشروع المواطنة )) فالخطأ ملتحق بالصورة لا بالمثال فعندما يخطئ الفرد أو يرتكب اثماً فإنه ينعت باسمه أو بجنسيته لا بدينه ، نحن كأمة لم ننجح في إرساء مشروع مواطنة حقيقي فارتد الأمر الى الهوية وهي اسلامية بلاشك .
المحور الآخر : فيما يتعلق بسلاح المقاطعة وهو في ظني فعال ولكنه مؤقت التأثير . وكم كنت اتساءل عن عدم استمرار المقاطعة الإسرائيلية ومن بعدها المقاطعة للبضائع الأمريكية ولماذا لم يعد سلاح البترول فعالاً ؟ وغيرها واعتقد جازماً بأن ذلك مرده الى كوننا نستعمل عاهاتنا في الدفاع عن أنفسنا والجسد ذو العاهة لا يستطيع أن يجعلها خط دفاعه الأول فما بالنا إذا كان الجسد كله عاهات .
فالاقتصادات العربية والإسلامية اقتصادات هزيلة غير متكاملة ريعية الطابع في معظمها تفتقر الى أبسط مقومات التكامل أتت عليها رياح العولمة فألحقتها بها كوكلاء لا أكثر فإذا كان الناتج الإجمالي لدولة متوسطة كايطاليا أكثر من مجموعة النواتج الإجمالية لجميع الدول العربية فكم نتوقع مقدار التأثير التي ستحدثه أي مقاطعة عربية أو حتى إسلامية والسؤال الأهم كم ستستمر إذا كانت العاهة أصلاً موجودة ولم يجر تصحيحها أو علاجها .
كما أن العاهة السياسية واضحة كل الوضوح فالأنظمة الشمولية والديكتاتورية ممتدة من أطراف آسيا حتى شواطئ المغرب وهي في حقيقتها ذات مشاريع فئوية ومقاطعاتها شكلية وقد جربنا ذلك مع إسرائيل ولا تشكل رديفاً حقيقياً لشعوبها والعكس صحيح فكم نتوقع أن تستمر مثل هذه المقاطعة السياسية والحال كما أشرت .
أما العاهة الاجتماعية فتتمثل في استبعاد العديد من الطبقات الاجتماعية والعرقية وعدم الإيمان بدور المرأة وأهميته وما الى ذلك .
في اعتقادي أن العمل على إصلاح العاهات هو الطريق الى مقاطعة حقيقة تعيد للأمة هيبتها ودورها التاريخي أما الدفاع عن ذلك بالعاهات كما هي فهو دفاع ضعيف ضعف العاهة نفسها ولا يستمر طويلاً . نحمد الله أن الأمر لا يتعدى سوى دولة صغيرة محدودة هي الدنمارك ولكننا نسمع كذلك عن تهديد سيصدره الاتحاد الأوروبي وهنا ستظهر محدودية العاهة التي سنستعملها للدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا بشكل مأساوي على كل حال : منذ الأمس بدأت شخصياً " كمعوق أعاني من عاهة هي جزء من عاهة أكبر " مطبقاً لتلك المقاطعة عندما اخترت زبدة نيوزيلندية بدلاً من أخرى دنماركية مفضلة لدي وفي جيبي هاتفي النقال " نوكيا " الفنلندي ( الجار الحميم للدنمارك ) وتنتظرني سيارتي اليابانية في الخارج وكلي تصميم على الدفع بعاهات أمتي والامتثال لأوامرها للدفاع عن هذه الممتلكات في حالة الضرورة ولكن الى متى وقد أصبحنا مجرد أشياء تجاور أشياء وأصبح الفرد منا يُعَرف بما يملك من متاع الحضارة الغربية أي بما تجلبه العاهة نفسها لا بمواطنته أو دوره أو حقوقه .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق