الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

الى غزة .. أشكو العروبة أم أشكو لك العربا

الى غزة .. أشكو العروبة أم أشكو لك العربا
عبد العزيز الخاطر
2008 / 12 / 29
الى غزة الصامدة
"أشكو العروبة أم أشكي لك العربا"

المؤتمر الصحفى للرئيس الفلسطينى ووزير الخارجية المصري الذى عقد في القاهرة بعد وأثناء العملية الاسرائيلية العسكرية الغادرة فى قطاع غزة وتصريح المندوب المصري في الأمم المتحدة أو في مجلس الأمن والذي جرت فيهما الاشارة من الجميع الى مسئولية حماس عما حصل ويحصل بالقطاع تلميحاً تارة وتوضيحاً تارة أخرى ولم يذكر أحد اختراقات اسرائيل المتكررة والحصار الذي يعاني منه القطاع لا لشيء إلا لكونه اختار قيادته ورضي بها.يدل بما لا يدع مجالا للشك بأن الوضع العربي يعيش الهزيمة حتى قبل حدوثها وأن الانظمة العربية مضروبة فى ارادتها وروحها المعنوية وقابليتها للمقاومة سوى ما يمس الحفاظ على وضعها كأنظمة حاكمة وعروش قائمة والمفارقة لدينا نحن العرب هي فى كون النظام هو الأمة بمعنى آخر هو أن ما يريده النظام لابد وأن يسري على الأمة كرهاً أو طوعاً . لم تأت حتى اشارة واضحة أو ادانة شديدة أو تهديد لاسرائيل في هذا المؤتمر ولا في المؤتمر السابق لليفني والذى تعهدت وتوعدت فيه قبل بدء العملية العسكرية و برغم بشاعة العملية الاسرائيلة ودمويتها إلا أن الوزير المصري ظل يتكلم عن اتصالات لسفيره فى تل ابيب للنظر فيما يجب عمله . مصر أكبر شريك عربي لاسرائيل وأكبر دولة عربية ولكني أعتقد بأن وضعاً نفسياً جديداً أصبح مسيطراً بل وتحول الى وسواس قهري لا يمكن الفكاك منه بدأ كاستعداد وتهيؤ نفسي مع زياره السادات للقدس فى عام 77 وهى مفارقة بكل المقاييس ذهاب المنتصر للمهزوم بعد حرب 73 وهى نصر مادي بكل المقاييس بالمقارنة بهزيمة 67 منذ تلك اللحظة بدأت ثلاثية التحدي للأمة ولكل أمة "الاراده , الروح المعنوية , المقاومة " بالترنح والاهتزاز وتحول هذا الاستعداد بعد السادات الى سمت وصفة دائمة للنظام العربي ومصر فى مقدمته وإن كنت أشك بأن الرئيس السادات ، لو استمر به الحال ، أن يستمر هكذا بدون روح مصر وعروبة وتاريخ مصر وتضحيات مصر دون أن يحرك ساكناً لما عرف عنه من تقلبات ومفاجئات. لقد هزم العرب هزيمة مادية نكراء فى 76 ولكن ارادتهم لم تهزم واحتلت اسرائيل أجزاءً من ثلاث دول عربية ووقف دايان ينتظر قرب الهاتف اعتراف عبد الناصر بالهزيمة كما أشار فى مذكراته فإذا بالجواب اغراق ايلات مفخرة الاسطول البحري الاسرائيلي فى حرب الاستنزاف المجيدة التى أرهقت اسرائيل أيما ارهاق حتى طلبت التدخل من جانب الولايات المتحدة ووزير خارجيتها روجرز فى حينه .الهزيمة المادية يمكن تلافيها والسيطرة عليها والأهم ألا تهزم الأمة نفسياً ومعنوياً وهو مابدا كما أشرت كاستعداد بعد زيارة السادات للقدس واستمرأه وشربه حتى الثمالة النظام المصري بعد ذلك بل أصبح سمة من سماته .كانت القمم العربية مزلزلة فى نتائجها وكلنا يذكر قمة الخرطوم بعد الهزيمة واعادة بناء الجيوش والاستعداد للمعركة القادمة. كل تلك مؤشرات على حيويه الأمة حتى حرب لبنان الأخيرة 2006 لم نأخذ منها الدرس لقد حاكم الشعب الاسرائيلي قياداته وأدانهم لاستشعاره بمدى الهزيمة النفسية التى لحقت به وبجيشه من مقاومة لا تملك مايوازي قدراً من جيشه . واليوم يدفعون بأبطال غزة المحاصرة الأبية بمواقفهم وتصريحاتهم وشمتهم لأن تعلن هزيمتها النفسية ويحملون أبطالها ثمن عجزهم وتواطئهم , اتهموا العروبة مرة والتنادي بها كرباط يعلي ويوحد الأمة بأنها وراء نكساتنا المتكررة واتهموا الاسلام مرة أخرى بمعاداة العصر ودعوا الأمة باسم الواقعيه الى الرضوخ والقبول ومع ذلك لم تسلم للامة قناة ولا الشعوب حياة يعشش الفقر فى جنباتها وهى أغنى أمم الأرض وتذهب خيراتها مناصفة دون الشعوب. لقد دخل رئيس وزراء اسرائيل السابق" بيغن" فى حالة نفسية اكتئابية حتى وفاته وبشعور بالذنب عجل بمرضه واكتئابه بعد مقتل 500 يهودى جراء اجتياح لبنان 1982 وظل يعاني الأمرين من ذلك !!
انه شعور القيادة تجاه الشعب والقرارات المصيرية حتى من أعدائنا لا نتعلم اليوم صور الجثث المتراكمة حتى لا تخلو بقعة منها فى غزة لا تحرك فينا ساكناً ولا تستحث منا قراراً بل أن هناك من يرى بعدم جدوى القمة العربية وأن الأمر قد لايحتاج الى ذلك, حرموا حتى آذاننا من أن تلامس نداءات الكرامة والعزة.
 أين الله أكبر فوق كيد المعتدي " أين "أخي جاوز الظالمون المدى" الانسان لا يحيا فقط بما يمتلكه وانما بما ينبعث من داخله من احساس وشعور فإذا أصبح خواء لم ينفعه عتاده الذى بين يديه ولا كل الأسلحة المكدسة فى مخازنها , هل كنا خارجين عن القانون يوم نادت قياداتنا برفض الهزيمة وباللاءات الثلاث هل كنا غير واقعيين يوم أن وقفت قياداتنا وأوقفت النفط عن الغرب هل كنا مبالغين يوم كانت قياداتنا ترفض التطبيع الا بعد حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة؟؟ فالهزيمة النفسية لم تجعل منا فقط مرتهنين الى الغير بل أصبحنا ندافع عن حقوقهم حتى على حساب حقوقنا فاليوم غزة تغتال أمام أنظارنا والدماء الزكية تسكب وصيحات الاستشهاد ترفع الى السماء ثقافة الاستشهاد لا يحبونها لكنها لأصحابها حياة أخرى دائمة فالمنظر مربك ومحرج لهم وسيظل يلاحقهم كما لاحقت أرواح الاسرائيليين" بيغن "حتى قبره . اللهم نشكو اليك ضعفنا وقلت حيلتنا وهواننا على الناس.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق