الأحد، 26 سبتمبر 2010

بين خصوصية العقيدة ومرونة الشريعه

في اعتقادي أن تحديد العلاقة بين العقيدة والثقافة"الشريعه كأحكام تاخذ بظروف العصر ومقتضياته " أمر هام وضروري لمواجه مشاكل العالم الاثنية منها أو الطائفية أو الدينية بشكل عام وأن الأديان هي أحدى مكونات الثقافة إضافة الى إبعاد أخرى والثقافة في أحد تعريفاتها هي الجانب غير المادي للحضارة والعنف المسيطر اليوم على العالم نتيجة لجوء البعض الى العقائد بحدودها الضيقة وغياب ثقافة هذه العقائد لأسباب عديدة وحتى تتضح الصورة أحاول أن أجد الفرق بين العقيدة والثقافة فيما يلي :-
1 – العقيدة ثابتة ولا تتغير بينما الثقافة متغيرة وتأخذ بمقتضيات العصر وظروفه ومتغيراته بشكل لايخل باساسيات العقيده ولا يخرجها من العصر 2 – ما لا تستوعبه العقيدة تستوعبه الثقافة لشموليتها فمرتكبو الكبائر في الإسلام مثلاُ تطبق عليهم العقيدة الحدود ولكن الثقافة الإسلامية لا تخرجهم من دائرة الإسلام .
3 – لا يمكن إقامة حوار بين العقائد ولكن يمكن ذلك بين الثقافات .
يتعامل الغرب الذى استوعبت ثقافته أديانه الى درجة التفريغ مع العالم الإسلامي وكأن الإسلام أصبح ثقافة في عالمه ولا يدرك أنه لا يزال عقيدة ولم يتحول الى ثقافة إلا في حدود ضيفة وضمن نخب معينة ولو أدرك مثل هذا الأمر لما أقترب من محظورات تصيب العقائد في مقتل مثل " الرسوم الكاريكاتورية الأخيرة " لو أدرك ذلك فأني على يقين أنه لن يتجرأ على مثل هذا العمل والدليل على ذلك أن ناشر الصحيفة الدانماركية صرح بأن القصد من ذلك هو اختبار قدرة المسلمين على التحمل وهو بعد ثقافوي عندما يتحول الدين الى ثقافة عامة تخف حدة التوترات وتتحول العقيدة من الجمود الى التحرك ومجاراة الحياة والعصــر .
في اعتقادي أن اجتماعاً مثل اجتماع حوار الحضارات عليه أن يتبنى ليس فقط البعد عن تجريح العقائد وضرورة احترامها بل والعمل على إخراجها من دوغمايتها وتحويلها الى ثقافة عامة إنسانية والمعروف أن الإسلام وحده الذى لا يزال يحتفظ بعقيدة صارمة ومحددة ولم تنتقل ثقافته بعد الى جل أبنائه وشعوبه لأسباب عديدة منها الاستبداد الداخلي وعنف الخارج أن الثقافة الاسلامية لو قدر لها الانتشار والتمكن في الأرض لاستوعبت الداخل بكل أخطائه ونواقصه والخارج بكل اختلافه ومغايرته . فقيام ثقافة إسلامية صحية من خلال فهم الشريعه في ظروف العصر , وظروف المسلمين المنتشرين اليوم في كل أنحاء العالم, تمنع من الارتداد الى حدية العقيدة وجزيئاتها وكذلك قيام فهم حقيقي لدى الآخر " الغرب " لأوضاع شعوب هذه المنطقة يرتكز أساساً على دراسة لهذه الأوضاع ودفعها نحو التحسن بصورة لا تحبط وتزيد من حنق الشعوب بل وتعتمد على جس نبض الشارع الإسلامي لا نبض القائمين على أمره لان الاختلاف بين النبضين شاسع بل ومميت أيضا كما أن الإشكالية التي يجب مقاربتها أيضاً هي في أن الرد الامريكي والغربي عموما على عنف وتطرف بعض معتنقي العقيدة جاء على شكل تدمير لثقافة المنطقة
 " اجتياح أفغانستان واحتلال العراق , والرسوم الاستهزائيه برسول الاسلام صلى الله عليه وسلم" مما زاد من تشرنق العقيدة وتصلب أطرافها داخل نفوس أصحابها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق