الأحد، 3 أكتوبر 2010

بين الدولة الافتراضية والدوله الوظيفية

بين الدولة الافتراضية والدوله الوظيفية
عبد العزيز الخاطر
2010 / 6 / 6
العالم العربي حاليا
بين الدولة الافتراضية والدولة الوظيفية
الدوله الافتراضية دولة اسمية تعيش فى خضم الولاءات الأولية لاتستطيع أن تتعالى عليها, لها من الدولة الاسم والعلم بينما آلياتها المسيرة لفعلها فى الزمن هى آليات أو مكانزمات الولاءات الأولية السابقة على وجود الدولة الحقيقي , في الرخاء قد يعجبك شكلها وفى الشدة تبين هشاشتها, لا نريد أن نسمي ولكن معظم دولنا العربية يقع ضمن هذا التصنيف أبرز الامثلة لبنان سنوات بلا رئيس وسنوات أخرى بلا حكومة ولكن آليات ماقبل الدولة هى الآمرة فعلياً وما الشكل الخارجي إلا ديكور, نموذج ليس وحيداً فى عالمنا العربى الا انه الأبرز. نأتى الى الشكل الآخر أو النموذج الآخر السائد فى عالمنا العربى وهو نموذج الدولة الوظيفية وهى دولة أعيدت صياغة توجهاتها للقيام بوظيفة معينة وهو نموذج شائع اليوم بفعل تغول رأس المال العالمي الذى قسم العالم الى مراكز وأطراف وأوكل لكل وظيفته, هذا النمط من الدول ليس على درجة واحدة من الكفاءة , الأكفاء من الدول لأداء هذه الوظيفة هو من لايعانى من مشاكل داخلية قد تقاوم مثل هذا الدور الذى قد يتصادم مع موروث اجتماعى أو تقليد متبع أو بالأحرى من تعتمد القمع والقسر. أبرز أمثلة هذا النموذج اسرائيل فهى دولة وظيفية بامتياز بمعنى كينونتها وظيفية , أي مشروعها كدولة قائم على أدائها لوظيفة معينة وهو ما تختلف به عن الدول الوظيفية الأخرى فى المنطقة التى تقوم بالوظيفة كمكتسب وليس ككينونة وجدت أو حتى انشئت من أجلها , فمصر اليوم دولة وظيفية مع الاسف ولكن القيام بدورها الجديد يبدو مكلفاً نتيجة التحولات الداخلية والمجتمع المدنى الذي يتمخض بين أحشائها, أما مثال الدولة الوظيفية خفيفة الحركة التى لا تعاني من المشاكل الا اللمم فى دول الخليج مع قليل من الاختلاف هي دولة الكويت فى هذا المجال نظرا لوجود برلمان قوى ونشط.
ما أود الاشارة اليه هنا هو انه للخروج من اطار هذين النموذجين لابد من مشروع يأخذ فى اعتباره مفهوم الأمة وثروتها وطموحات الشعوب ويرتبط فى الوقت ذاته ببعد أوسع من نطاق الجماعة الوظيفية لأنه مشروع أمة لا مشروع جماعة فالأمة هى ماض كما هى حاضر ومستقبل بينما الجماعة يهمها من الحاضر لذاته فليس فى طبع الليال الأمان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق