الأحد، 3 أكتوبر 2010

انتبهي يا مصر

انتبهي يا مصر
عبد العزيز الخاطر
2009 / 11 / 23
انتبهي يا مصر
طبيعة الدور التاريخي والالتزام به أساس الاحترام
القراءة الحقيقية لما حدث بين الجزائر ومصر مؤخراً قبل وأثناء وبعد المباريتين الكرويتين اللتين جرتا بينهما لتحديد المتأهل للصعود للأدوار النهائية لكأس العالم والمقامة فى جنوب افريقيا صيف 2010 تستدعي استجلاب وضع الأمة العربية ككل ووضعه على مائدة التشريح لمعاينة سبب مرضه الرئيس وهو ما أدت اليه فى الحقيقة تلك الأحداث. قضية عدم الاحترام والاستهزاء والعنصرية التى شكا منها الطرفان وخاصة الطرف المصري بعد المباراة الأخيرة والتنكر للأخ الكبير ودوره فى تحرر العالم العربي والاستهزاء بأحفاد من عبر القناة وحقق النصر العربي الوحيد فى التاريخ العربي الوحيد . من تابع برنامج ابراهيم حجازي المذيع والكاتب المصري على قناة النيل الرياضية استمع الى ادانة مباشرة من أفواه المصريين أنفسهم لدور مصر والنظام المصري الحالي بشكل غير مباشر. الجميع استنجد بالتاريخ القومي للقيادة المصرية القومية ابان حكم الزعيم عبد الناصر حتى حرب أكتوبر التي كانت امتداداً لتلك الحقبة و لم يجدوا ما يدفعون به الظلم والحيف والاستهزاء الذي نالهم كما يقولون أو كما ادعوا من أرشيف الحاضر المعاش وهنا بودى أن أذكر بعض الحقائق التاريخية التى قد تفسر ما جرى
أولا: أن مصر محكومة دائما بدورها التاريخي وبقيادتها هذا هو قدر التاريخ والجغرافيا والتناسب بين الدور والقيادة ضروري للاحتفاظ بالمكانة والزعامة والاحترام . نتذكر اليوم عندما كان الدور المصري فى كل مكان من أرجاء عالمنا العربي داعماً للعروبة فى لبنان ومدافعاً عن استقلال الجزائر ومنادياً بعروبة الأهواز والخليج العربي المفارقة المحزنة أن بعض مشجعي الفريق المصري فى السودان أكدوا أن الجزائريين كانوا يتتبعونهم ويصفونهم بالصهاينة واليهود انظروا خطوره انعكاس الدور وعدم تناسب القيادة معه والتنكر للتاريخ .
ثانيا : معظمنا يذكر كيف كانت الجماهير العربية فى الخليج تساند وتشجع الفرق المصرية الاسماعيلية والترسانة وغيرهما ضد فرقها ومنتخباتها القومية بعد نكسة 67 بعد زارت المنطقة لدعم المجهود الحربي المصري. الجميع كان مع مصر الجميع كان جمهوراً مصرياً بامتيازحتى ضد فرقنا الاهلية لأن مصر القيادة ملتزمه بدورها التاريخي الذى تقدره الأمة وتصطف خلفه.
ثالثا: ما قيل وكتب بعد مباراة السودان الأخيرة يشرح اشتياق الشعب المصري لدوره التاريخي وممارسته لذلك الدور فالتذكير بتاريخ مصر وفضلها على الأمة جاء مباشرة من صميم تلك الحقبة وكان حال الاستاذ ابراهيم حجازي يقول "هنّا على أنفسنا فهنّا على الناس" مع الشدة على النون
رابعا: الاحتقان السياسي الذى تعاني منه الأمة العربية فى كل مكان ليس له متنفس اليوم سوى الرياضة واعلام الشتم وأشعار الفخر فما يحدث فى هذه المجالات ليس سوى انعكاس لمعضل لم تتم معالجته بل لربما يستغل لتأبيد حالة هذا الاحتقان.
خامسا: القضية الفلسطينية مرتكز أساسي لتحديد هوية الأنظمة العربية رأينا كيف كان التعامل مع كارثة غزة العام المنصرم محدداً أساسياً لتطلعات الشعوب لأنظمتها بل وتحديد هويتها وبروز أدوار جديدة لدول عربية واقليمية مع تراجع ملموس للدور القومي المصري برغم جميع الادعاءات.
سادسا: اتهمنا القومية ولم نلج مرحلة الدولة المدنية الدستورية وكانت النتيجة الانحدار نحو المرجعيات الأولى المتشتتة كالقبيلة والطائفة والجهوية فصغرت بالتالى الأهداف وتضاءلت المشاريع وتقابلنا كأفراد المصري ضد الجزائري والفتحاوي ضد الحمساوي .....الخ . ان من عايش الدور العظيم لمصر يعز عليه كثيرا ما حدث لجمهور الشعب المصري فى السودان ومن عايش أو سمع عن الثورة الجزائرية وكفاحها فى سبيل التحرر حيث أصبحت نموذجاً يحتذى لدول العالم الثالث يتألم كثير لما حصل بعد المباريتين فى مصر والسودان . التزامنا بأدوارنا التاريخية تجاه شعوبنا وقضاياها كفيل بأن يبعدنا عن الصغائر . لقد كان عبد الناصر أكبر داعم ومشعل للثورة الجزائرية وقد كان بومدين أعظم من ساعد فى حرب أكتوبر المجيدة فلم يرجع من الاتحاد السوفيتى إلا والسلاح معه بعد أن وقع على شيك من البياض دعماً لمصر. من نكص بالأمة الى هذا المنحدر من أورثها هذا الهوان والذل حتى وجدت فى حرب الأخوة مخرجاً ومتنفساً من ليل ليس لسواده آخر . فانتبهي يا مصر يا أم الصابرين أولا قبل أن يلام الآخرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق