الأحد، 3 أكتوبر 2010

تجديد أم تمديد

تجديد أم تمديد
16 يونيو 2010
عبدالعزيز الخاطر
والممارسة الطريق الوحيد
تدور فى المنتديات هذه الأيام نقاشات حول الديمقراطية ومجلس الشورى المرتقب ويشعر البعض بالاحباط للتجديد للمجلس المعين حاليا, بالرغم من أن معظم هذه الحوارات تدور بأسماء مستعاره شأن المنتديات الا ان يمكن تلمس بعض الخيوط الدالة على  خطوط الرأي العام وردة فعله حيث يبدو التعبير فيها أكثر جرأة لكونه تحت اسم مستعار ربما ولامتناع الصحف عن نشر بعض ما أعيد نشره فى هذه المنتديات
على كل حال , يمكن الاشارة الى بعض النقاط  التى شكلت معظم اتجاهات هذه الحوارات منها:
أولا: اننا نتحاور فى الماضى فى سلم العصر المعاش حيث قضية الديمقراطية لم تعد شغل العالم الحاضر اليوم وانهم حين يطرحونها لشعوب معينة ومجتمعات معينة ذلك لمحاوله منهم لاعادتها الى العصر ودفعها اليه وبالتالى تكون محاولاتهم عبارة عن اسقاطات لماضيهم على حاضرنا لتساوي الجانبين لأننا نعيش ماضيهم مع استحكامات أقوى وأنساق أشد قوة ولا فواصل ولا نسبية معتبرة فيهما
ثانيا: فى اتجاه معاكس لحركة الديمقراطية التاريخية يجرى انزال الديمقراطية  من الاعلى للاسفل وليس العكس كما تحكى  أو يحكي تاريخها وهو أمر يجعل منها  وصفة خلاصية مشكوك فى فعاليتها عند البعض بينما يتشربها البعض الاخر تودداً واندماجاً كآليات وليس اقتناعاً ومعايشة.
ثالثا: الرأى لايصبح رأيا فاعلاً الا إذا اعترف به الآخر ولا يعنى ذلك الاقتناع به فالآراء المطروحة فى هذه المنتديات لا تعتبر رأياً ما لم يعترف به وينعكس هذا الاعتراف على المجتمع بصورة أو بأخرى.
رابعا: الوجود الثقافي او المعنوي للمجتمع تعكس وجوده الديمقراطية فلا وجود معنوي لأي مجتمع غير ديمقراطي ويتبقى فقط وجوده المادي الذى يشترك به مع باقي المخلوقات.
خامسا:  تختلف مجتمعات الخليج فى قوة طلبها الفعال على الديمقراطية إلا أن مبادرات السلطة لها قصب السبق والتحكم فى ذلك.
سادسا: يتخوف الكثير من اعادة التجربة الكويتية مع أن شعوب الخليج تشترك فى الكثير إلا أن هناك اختلافاً فى سيكولوجياتها ، كل على حدة فالامارات مثلا ليست الكويت وأهلها سيكولوجياً ، وقطر ليست البحرين أيضا . الأمر له علاقه كذلك بمكونات كل مجتمع على حدة ودرجة تشابه مكوناته فالخوف هنا غير مبرر ومع ذلك ماوصلت اليه التجربة الديمقراطية الكويتية برغم انها منقوصة إلا انه لا يمكن التراجع عنها يمكن تقويمها والاستفادة من محاسنها وهى كثيرة ولاتكون مسألة التنمية وتعطيلها مثلبها الذى يعلقه البعض عليها  فهناك الحكومة المسؤولة الأولى عن التنمية والانجاز ووضع الاستراتيجية …. الخ   أرجو التنبه الى ذلك يجب ان تتمسك دول الخليج بالتجربة الكويتية فالبديل صفر لاغيره.
سابعا: يسىء البعض فهم مسألة المطالبة فى قطر سواء من كتب عنها فى الصحف أو المنتديات فالمطالبة هى أساساً دعوة لاستكمال الاجراءات الدستورية المكملة لانشاء الستور وتصويت الشعب عليه  , أما الدستور فهو منحة من القيادة فى الاساس فلذلك يبدو من يطالب بعدم أهلية الشعب بعد  أو بعدم  ايجاد المجلس التشريعي المرتقب كمن يطالب برفض المنحة الأميرية السامية
ثامنا: يجب الاعتبار بأن الممارسة هى الطريق الوحيد  لاستلهام الديمقراطية روحاً واجراءات ، ولا بديل عن الممارسة, بناء الشخصية الديمقراطية الحوارية يقوم على الممارسة التى تنشىء قوة احتمال الآخر ورأيه المختلف وفي التاريخ كله شواهد على ذلك. الديمقراطية ليس فيها نقاء الدين أو العقيدة  والممارسة هي خطأ يمكن تصحيحه ومن هنا البداية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق