الأحد، 3 أكتوبر 2010

ثنائية الخطيب والمحاور أو المطلق والنسبي

ثنائية الخطيب والمحاور أو المطلق والنسبي
عبد العزيز الخاطر
2010 / 5 / 19
من يتكلم بالمطلق فهو خطيب, ومن يعتمد النسبي فهو محاور, بغض النظر عن صحة ادعاء كل منهما, مكانة الخطيب والخطابة كبيرة فى مجتمعات المطلق بجميع أشكاله الدينية أو الاجتماعية, فهى مهنة المهن وصناعة الصناعات ,كما ان الحوار والجدال بالتى هى أحسن منهج ربانى, فكيف يخرج من المطلق منطقاً نسبياً كما جاء فى القرآن. لا نعي تلك الحقيقة بالشكل المطلوب , التغليف الاجتماعي لمفهوم المطلق زاده عنفاً فأصبح الزعيم جزءً من المطلق الذى لا يمس وكذلك النظام والعشيرة والأقربون فازداد بالتالى الخطباء والمرسلون من كل حدب فى الأرض. فضعفت بالتالي ارادة الحوار ومن يحاور وأصبحوا عرضة دائمة للهجوم والاتهام. لا اصلاح دون حوار ولا ديمقراطية دون تبادل رأي , ولا تقدم دون استماع للرأي الآخر . العقائد من المطلق الذي لا يمس وهى حق فى نفوس أصحابها وسوى ذلك قابل أن يكون نسبياً. خطرت لى هذه الفكرة وأنا أشاهد برنامج الاتجاه المعاكس منذ أسابيع قليلة وكان عن موضوع الغرب وعلاقته بالمسلمين وتاريخ هذه العلاقة . وكانت بين داعية سعودي هو الدكتور محسن العواجي و رئيس منتدى للحوار من مملكة البحرين ، هو ضياء الموسوي الذي ظهر متمدنا جداً فى لبسه وطلته بالرغم من حمله للصفة الدينية كذلك. استعمل الشيخ السعودي المطلق الديني والاجتماعي فى غير موضعه فاطلق أوصافاً على الآخر تشكك فى دينه بل وفى البلد التى ينتمي اليه , فى حين بدا الآخر محاوراً ذكياً استوعب كل ذلك وارجعه الى ما تعلمه من دينه فى الرد بالحسنى و بالحوار الحسن. هنا ألاحظ موقفاً بعين مجردة بعيداً عن ما يمثله الطرفان دينياً أو اجتماعياً. الموقف يفرض اشكالية تتمثل فى جمود المجتمع وعدم قدرته على الفرز بين ماهو مطلق وما هو نسبي أو من المفروض أن يكون كذلك. وقد سبق أن شاهدنا وفى نفس البرنامج ومن عدة سنوات لقاء بين الشيخ القرضاوي وبين صادق العظم لم يكن ساراً لاتباع الشيخ . كما بدا الشيخ العواجي أيضا منفعلاً وغير مقنع فى موضوع نسبي وهوتاريخ الغرب مع الاسلام وتصديهم ومعاداتهم له وذلك لا يعد أبدا من المطلقات حتى يتهم من له وجة نظر فيه بأنه كذا وكذا وبأن بيئته كذا وكذا كذلك.
من مصلحة الخطيب أي خطيب أن تزيد مساحة المطلق ليمارس مهنته لاسيما أن الخطبة تستلزم الاستماع فقط والا بطلت الصلاه دينياً أو خرجت عن النظام وأصحابه اجتماعيا, ومن مصلحة الأمة اقامة مجتمع الحوار وزيادة مساحة " النسبي" والمسموح مناقشته لعملية التطور اللازمة لأي  مجتمع. فاذا كانت الأمة عاجزة حتى اليوم عن التعامل مع المطلق الاجتماعي فكيف لها أن تحسن وأن تفرق مابين الديني منه واللاديني أو ما التبس بقماش وبردة الدين منه. عقلية الخطيب لاتدل على تعافي لأنها أبوية المنشأ وواحدية لا ترضى لها شريكا بينما الحوار ثنائي الطبيعة اجتماعي المنشأ يحتمل الرد ويقبل بالبديل.خيار الأمة واضح ولكن تطبيقه دونه صعاب الا اذا ما نُقي دين مما علق به كما ينقى الثوب الاسود من الدنس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق