الأحد، 3 أكتوبر 2010

“استقيموا يرحمكم الله”

  “استقيموا يرحمكم الله”
عبدالعزيز الخاطر
12 سبتمبر 2010

يأمر الامام من خلفه بالاستقامة لتتم شروط الصلاة , الاستقامة هى أقصر الطرق للوصول الى الهدف والخط المستقيم أقصر الطرق بين أي نقطتين,  أهمية الاستقامة كبيرة في أي عمل بل فى الدنيا كلها , الاستقامة باعتبارها معياراً لجميع  الكون شرط أساسي  للبقاء وليس فقط لحياة الانسان. استقامة السماء والأرض  والجبال والأنهار كلها على قدر من الاستقامة  لا تملك في ذلك شيئا ! وحده الانسان له الحق فى أن يستقيم أو ألا يستقيم. ليس الجميع على مسافة واحدة من الاستقامة أو القدرة على اتيانها, هى أمر كبير برغم بساطتها إلا انها ثقيلة على النفس البشرية ما لم تتجرد , لم يستقم من يسرق, ولم يستقم من يخدع  أو يكذب , لم يستقم من يجعل المنصب أساسا للثراء الشخصي على حساب المجتمع ,  لم يستقم من يأتي على أرزاق الناس بالحق أو بالباطل, لم يستقم من يصلي حتى يقال عنه ذلك فقط , لم يستقم من يجعل الدين سلماً لهدف دنيوي, لم يستقم  من تمكنه قوته من أكل مال اليتيم والمحروم والعاجز, لم يستقم من يأكل أموال الناس بالباطل, لم يستقم من يستبد بأمر المسلمين دون رأيهم ومشورتهم, لم يستقم من لم يحكم بالعدل , لم يستقم من لا يراعي حرمات الله والمسلمين.لم يستقم من لا يرحم الضعيف والمسكين والقريب والرحم, لم يستقم من يمشي على الأرض متجبرا ومختالا, لم يستقم من يعتقد بأنه فوق البشر بماله أو بنسبه أو جاهه, لم يستقم من لا يراعى حدود الله وحق البشر. حالات عدم الاستقامة  كثيرة وليس الهدف  الدعوة الى دنيا ملائكية فنحن بشر نستقيم ونميل كذلك ولكن على قدر المسؤولية تتحدد أهميه الاستقامة , فلو استقام البعض لما سرق البعض الآخر, ولو استقام الجزء ما تجرأ الكل على الانحراف ولو استقام الفرد فينا لادركت استقامته المجتمع ككل. نحتفظ ببطاقات الائتمان فى جيوبنا  خوفا من التأزم وقت الحاجة  والاستقامة فى ذاتها بطاقة ائتمان ولكنها مختلفة لأنك لست أنت من يسددها لاحقا  بل هى مضمونة السداد فى يوم لا ينفع فيه سواها بل انها ضريبة النجاة على الصراط فمن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
 هل أدركنا الآن سهولة الاستقامة حينما يطلبها الإمام خلفه وصعوبتها عندما تستفرد بنا الحياة وزينتها إلا من عصم ربي ، واعتبر أن الدنيا كلها صلاة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق