الأحد، 3 أكتوبر 2010

كيف نحصن الهوية العربية والخليجية من الخوف؟

كيف نحصن الهوية العربية والخليجية من الخوف؟
عبد العزيز الخاطر
2009 / 4 / 27
الخوف على الهوية العربية من الخارج خوف مبالغ فيه وعقد المؤتمرات والندوات لتدارس ذلك خطأ فى التوقيت وفى الاتجاه . التدفق الآسيوي لم يشكل قط خوفاً على الهوية ولا على أبعادها ما لم ينبع ذلك من جوفها , مصدر الخوف داخلي في أساسه. ليس هناك أكثر من تدفق الهجرة الآسيويه والأفريقية على اوروبا ولم يكن هناك استشعار للخوف على تلك الهوية من الضياع الخوف كله يتركز على الاخلال بمعدلات الاقتصاد كالتوظيف والبطالة فالهوية كهوية هناك محصنة ومن احتواها لا يخرج عنها وربما هناك خوف على بعض الفرص الاقتصادية وشتان بين الأمرين وطريقة معالجتهما. ما نعاني منه فى الخليج هو خوف من نوع آخر ؛ خوف على الهوية من الذوبان والاختفاء فهى غير محصنة ذاتيا بشكل قد تبدو اليوم هوية وغدا غير ذلك ومصدر ذلك الداخل وليس الخارج وتهديداته. استشعار الخوف على اللغة جزء من الخوف على الهوية ولكن اللغة العربية فيما اعتقد رغم تراجعها الا انها محصنة حيث انها مصدر لأكبر الاديان انتشارا فى المنطقة فالخوف عليها خوف طارىء وفني وليس ثقافياً ولا أبدياً ,لذلك فى اعتقادى أن الخوف على الهوية العربية والخليجية بالذات أمر بالامكان التعامل معه داخلياً ولايرتبط بأ] أبعاد خارجية ولا يشكل الخارج أي تهديد الا بمقدار ما يمثله قصور الداخل فى ذلك. .لذلك يجب التنبه قبل عقد المؤتمرات والندوات والقاء المحاضرات وتوجيه أصابع الاتهام لأي جنسية كانت كمصدر تهديد أو لأي لغة كخطر مستقبلي يهدد الأمة. وكل ذنبهما أنهما صدرا من منابع محصنة حيث الانسان فيهما "مواطن" برغم فقره وحاجته فالقضية داخلية فى الأساس وبالتالي يجب التعامل معها انطلاقا من ذلك وبعدة معايير.
أولها: ارساء المواطنة واشعار المواطن العربي والخليجي بها وانها ليست عملية طارئة تمسي وقد لا تصبح كما فى اليانصيب هذا الشعور ليس مؤكدا لدى المواطن العربي فهو فى شك منه كبير فهو قد يمسي مواطنا ويصبح غير ذلك وغير مرغوب فى وجوده .
ثانيا: ضرورة ايجاد الدساتير الديمقراطية الحقيقية التى تصون المواطنة وتعلى من مقدار أصحابها وحقهم فى أرضهم وازالة رداء الخوف المتمثل فى منهج الرعاية البديل للمواطنة وان أخذ بامتيازاتها شطراً من الدهر. الرعاية التى وان طالت فإنها غير مضمونة لعدم استمرار المصلحة من المرعى " الذى يجري رعايته " وان طال به الأمد فهو أداه استهلاكية دون دستور حقيقي يحميه.
ثالثا: اعادة الاعتبار لقضايا الأمة الكبرى التى يمثل فيها المواطن أساس التحرك والانتماء والمقاومة, ان تحويل مثل هذه القضايا الى قضايا ثنائية نخبوية تخدم فصيلاً دون آخر أضر بالمواطن وبالأوطان وأضاع حقوقهما وبالتالي أضعف هويتهما فى مقابل تضخيم هوية الأفراد الزائلين , أين القضية الفلسطينية مثلا؟ ألم تتحول الى قضية فتح وحماس أين قضية التنمية ألم تتحول الى قضية أنظمة تبحث عن مصالحها الذاتية بل أين قضيه الأمية ألم تتحول الى تبعية كامله لثقافة الغرب , أين قضية المؤتمرات الاسلامية الرئيسية من جمع وترابط شمل وتعزيز أواصر بين كل ما هو اسلامي ألم تتحول الى صراع بين السنة والشيعة؟
وبعد ذلك نتكلم عن غزو الآسيويين لهويتنا واستباحتهم لثقافتنا وعن غزو اللغة الانجليزية المنطلقة من هوية ثابتة مرتكزة على مواطنة حقيقية يلجأ إليها الهارب من تشظى الهويات ومصادرتها في عالمنا حيث الراعي والقطيع.
اتهام الغير بغزونا ثقافياً ضعف ما بعده ضعف وافقار ذاتي ما بعده افقار المعالجة تنبع من الداخل الهوية الخائفة لا تنتج الا مجتمعاً خائفاً فالهوية العربية والخليجية هوية تعاني من الخوف الداخلي وجور الداخل وليس من الخارج وتأثيراته هي خائفة من سحب البساط من تحت أرجلها فى أي لحظه حيث لا دستور يحميها ولا قضاء يسترها .
فالآسيويون من تهديدنا براء
واللغة الانجليزية من غزونا براء
والخوف كل الخوف ينبع من داخلنا حيث فقر التجربة التاريخية وسيطرة النخب على حساب الأمة
اللهم هل بلغت. اللهم فاشهد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق