الأحد، 3 أكتوبر 2010

الاستبعاد الاجتماعي بين (اللي فوق واللي تحت )

الاستبعاد الاجتماعي بين (اللي فوق واللي تحت )
عبد العزيز الخاطر
2010 / 3 / 21
خطر لابد من التنبه له
الاستبعاد الاجتماعي" بين اللى"فوق" واللى "تحت "
قضية الاستبعاد الاجتماعي شغلت بال كثير من علماء الاجتماع لكونها سبباً مباشراً فى تقسيم المجتمعات وظهور بؤر التوتر والانقسام فيها فالاستبعاد الاجتماعي يعمل فى تضاد تام مع عملية الاندماج التي تقوم عليها المجتمعات حتى أن مفهوم الدوله ذاته يعد ناقصاً مع وجود بوادر الاستبعاد الاجتماعى فيها . هناك نوعان من الاستبعاد الاجتماعى يمكن ملاحظتهما فى مجتمعات الراسمالية الناقصة حيث يؤدي رأس المال دوراً سلبياً نتيجة عدم ارتباطه بنشوء الديمقراطية وطبقاتها الملازمة لها تاريخياً . فوجود الاثنيات والطوائف وجود طبيعى فى جميع المجتمعات ولايمكن أن يشكل خطراً عليها الا اذا اقترن بفكرة النقاء والاصطفاء أو امتلاك الحقيقه لفئة أو طائفة دون غيرها لذلك يمكن التعامل مع نتائجه مع التسليم بوجوده أصلا. ما يهمنا هنا نمط آخر مؤسس لعملية الاستبعاد الاجتماعي له علاقه بعملية التطور التى مرت بها مجتمعاتنا العربية واجتياح الراسمالية وحدها لهذه المجتمعات دون مصاحبة حقيقية لتشكيلاتها الأرضية الضابطة لقيامها كنشوء برجوازية وطنية مطالبة بحقوقها.
 النوعان من الاستبعاد الاجتماعى اللذان أشرت اليهما:  أحدهما متعلق بالنخبة أو بالطبقه العليا فى المجتمع والآخر بطبقة المهمشين فيه .
 الأولى لأنها مكتفية والأخرى لأنها مقصية .
 الأولى لها مبرراتها بنفي نفسها اختيارياً والأخرى لا تستطيع أن تبرر شعورها بالاستبعاد .
الاولى عادة ضيقة والأخرى غالبا مفتوحة وتزداد مساحتها مع الوقت.
 الأولى لها أخلاقياتها والأخرى كذلك.
 الأولى تمجد الوضع الراهن والأخرى تطلب التغيير .
لقد شكلت الدراسات الاجتماعية مدخلاً هاماً لدراسة وجود الاستبعاد الاجتماعي فى المجتمعات الريعية وأثبتت الدراسات أن عملية توزيع الريع عامل هام فى وجود وقيام مثل تلك الظاهرة الاجتماعية الخطيرة وأن من أهم سلبياتها انزياح المجتمع ضد نفسه ومكوناته بل انه حتى فى المجتمعات المتقدمة شكلت جيوب المهمشين مشكلة للانظمة والحكومات. والخطورة فى مجتمعاتنا لها شقان ، ليسا فقط متعلقين بأطراف المجتمع نفسه ؛ الطبقة العليا والطبقة الدنيا فحسب بل يتعلقان كذلك بغياب الطبقة الوسطى واضمحلالها . نعرف بأن الاستبعاد الاجتماعي في شكله التاريخي المعروف متعلق بطبقة المهمشين وجيوبها أما الشكل الذى يلاحظ فى مجتمعاتنا الخليجيه بالذات فهو أن جزءا آخر يسعى لاستبعاد نفسه اجتماعيا نظراً لاكتفائه وعدم حاجته ربما ! وهنا مكمن الخطورة متى شعرت فئة أو طبقة باكتفائها واستغنائها عن باقى فئات المجتمع فالأمر خطير على المجتمع ككل. فالمجنمع مترابط يشد بعضه بعضا ويتلاحم أفراده فى جميع الظروف والمناسبات . تشكل الديمقراطية جسراً يمكن العبور فوقه لتجاوز تلك المثالب التى نتجت عن قصور بعض المجتمعات تاريخياً ليس بالضرورة أن يكون المجتمع منتجاً للديمقراطية ولكن من الضرورة الاقتناع بها واستيعابها من نسيجه وبعض آلياتها مع التطور لمنع الاحتكاك الذى قد يحدث لو استفحل الأمر والذى نشهده فى مجتمعات عديدة والذى لا نتمناه أن يحدث فى أي  بلد عربي فنحن لانزال نأمل في أن تستمر (حنية اللى "فوق" على اللى "تحت" ) كما قال أحمد عدوية ، حتى حينه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق