الأحد، 3 أكتوبر 2010

تسليع الدين والسوبر ماركت الرمضانية


تسليع الدين والسوبر ماركت الرمضانية

9-8-2010
عبد العزيز بن محمد الخاطر

يأمل بعض مفكري الغرب أن تستطيع الرأسمالية مع موجاتها المتعاقبة وفي صورة متقدمة من صورها الاستهلاكية أن تحتوى الدين بصورة أو بأخرى لكي يمكن تقديمه حسب الطلب وحسب المواصفات التى يريدها المستهلك حين يتجول فى السوبر ماركت ليختار ما يريد من بضاعة حسب ذوقه وشروطه وقدرته المادية.
لك ان تتصور ياسيدى ان بامكانك أن تختار من الدين ما يناسب ميولك ونظرتك للحياة طالما أن الدين اختياري والعقيدة ليست اجبارية .فأنت بالتالي أمام تنوع مدهش , هذه النظرة الاختزالية التى تستبعد الجانب الروحى كجانب أساسي له مدخلات التى قد لا يمكن حسابها أو يستحيل حسابها مادياً وانما هي هوى يستقر فى النفس لتتحرك به الأعضاء , يعتقد البعض انه بالامكان تحويل الجانب الروحى الى مجال اختيار مع الوقت .

اعترف بأن هناك تقدما مع الوقت فى هذا المجال حققته القفزة الاعلامية المتطورة يوما بعد آخر مع القنوات الفضائية ووسائل الاتصال الأخرى المتكاثرة بجميع الأشكال, أصبح بامكانك أن تختار داعيتك المفضل حسب الطلب بالشكل والصورة والأسلوب الذى تحب والوقت الذى تريد كذلك .
ويمثل شهر رمضان السوبر ماركت الكبير لمثل هذا الاختيار فدعايات البرامج والمشائخ تحتل الصحف والمجلات قبل الشاشات , أليس هذا يعد تقدماً فى سبيل تسليع الدين وادراجه فى السوبر ماركت مع البضائع الأخرى.هذا على الأقل فيما يتعلق بمجتمعاتنا الاسلامية أما المجتمعات الأخرى فالأمر أكثر تقدماً منذ زمن فحين استعصى على أحد ملوك بريطانيا الزواج انتقل الى عقيدة داخل الدين المسيحي أو بالأحرى أنشأ عقيدة أخرى وسماها الكنيسة الانغليكانية.
عندما يعتقد البعض أننا نعيش للدين وليس بالدين يصبح فى الأمر معضلة . الدين جاء لتخفيف معاناة الانسان ولارشاده لما يسعده فى هذه الدنيا. الدين جاء لنحيا به لا من أجله الى أن تحين النهاية . النظرة لتسويقه جاءت لاعتقاد الغرب وليس كله بالطبع أنه فى مواجهة مع الاسلامي هكذا خيل له أو جعله البعض يتصور ذلك نتيجة سوء العرض لهذا الدين الانسانى الخاتم.
 أعتقد ما لم تكن لدينا القدرة لاظهار الاسلام كما أراده الله رحمة للعالمين فعلينا وزر أما اذا عرضناه بما يخالف ذلك فعلينا وزران.
واعتقد أن من أول بدايات دخولنا عصر التسليع الديني لاشعوريا هو التركيز على رمضان والقنوات الفضائية والتسابق على عصرنة الاسلام بحجة أو بأخرى وتكاثر الدعاة بين ظهرانينا فى حين أن فى شبابنا وبدايات النهضة فى دولنا فى الستينيات وأوائل السبعينيات كان الدين كالهواء النقي نتنفسه ونسعى اليه ونعيش به ونحن لا نملك قناة واحدة ولا سوبرماركت من حولنا وكان شيوخنا هم أباؤنا وأجدادنا فلم نشعر بغربة الاسلام ولا بزيه المحدد ولا بأنيابه التى اصطنعوها
اللهم اغفر لنا ولوالدينا فى الشهر الكريم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق