الأحد، 3 أكتوبر 2010

فى وداع التعليم العام

فى وداع التعليم العام
29-8-2010
عبد العزيز الخاطر
سألني أحد أبنائي مرة وكان طالباً فى مدرسة خاصة ذات منهج مزدوج
"يبه" لماذا نكره الامريكان؟ ونقلت إلي ابنتى الطالبة فى مدرسة حكومية سؤال صديقتها لها: ما الملائكة؟ وكانت صديقتها طالبة فى مدرسه خاصة ذات منهج اوروبي خاص.
وشكا لى أحد أصحابي أن ابنه الطالب فى احدى المدارس الدينية دائم التساؤل عن الغرب الكافر ومحاولته التغلغل فى مجتمعاتنا
كانت هذه الاسئلة فى فترة التسعينيات الذاهبة مع بداية تكاثر المدارس الخاصة وتراجع التعليم العام الذى نشأ عليه أجيال الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات.
اختلف التعليم فاختلفت الأسئلة. كان التعليم السابق يطرح أسئلة من نوع آخر تتعلق بوجود الأمة.
السياق المعرفي لتلك المرحلة تطلب اجابة عن أسئلة من نوع خاص بها
فكانت الاجوبة من نوع نحن أمة واحدة نرتبط بمصير مشترك نرفض الاستعمار والهيمنة الاجنبية ولابد من تملك ثرواتنا بأيدينا.


اختلفت المدخلات اليوم فاختلفت المخرجات أي الأسئلة فكانت من طبيعة ما طرحه هؤلاء الطلبة.
فى غياب الأسئلة الكبرى وسياقها المعرفي تملأ الفراغ الأسئلة الصغرى التى تعنى بالتفاصيل حيث يعشش الشيطان.
على كل حال ليس الخوف من تعدد المناهج ولكن على الواقع من أن ينتج استعداده وقبوله لهذا التعدد أولا وإلا قد تتحول الأسئلة الى أسلحة عليه.
 اذا لم يعد " الواقع " يحتمل تعدد الأجوبة وأصر على أن يكون الجواب واحداً ومحدداً سلفاً فعليه اذن أن يوقف تدفق الأسئلة ما أمكن أو ألا يستوردها على الاقل رسميا.
 فى حر صيفنا الغائظ وعندما آوي الى فراشي ظهرا للقيلولة استشعر برودة (المكيّف) واستشعر أهميه وجوده وأولويته فى هذا الوقت وأحيانا ولاشعوريا أدعو لمن ساهم فى ابتكاره بالرحمة ودائما ما يأتينى التنبيه من قريب " لكنه كافر" ! . وادرك ساعتها سهولة أن نستورد المادة وصعوبة بل استحالة أن نستكين لفكر أو نظريه ما لم ينتجها واقعنا .
 وما الديمقراطية المذبوحة على حدودنا الدموية إلا شاهدا على عدمية استيراد المنهج دون الحرث لعله يستنبت استنباتاً برائحة أرضنا أو نجد له بديلاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق