الأحد، 3 أكتوبر 2010

دوران النخب

دوران النخب
عبد العزيز الخاطر
2010 / 6 / 27
دم الديمقراطية ومصل حياتها
من مشاكل الديمقراطية المنقوصة , عدم دوران النخب ، فالشخص المؤهل الذى لا تتوفر فيه مواصفات اجتماعية معينة كأن يكون عرقياً من طبقة أقل , لا يمكن له الصعود إلا فى فلك ودائرة معينة , نظام الكاست هذا CASTE
موجود فى " الهند" ومع ذلك توصف بأنها أكبر ديمقراطية فى العالم أو هى كذلك فعلا.
ولكن ما أهمية أن يكون هناك دوراناً للنخب . السبب ان اكتمال الدوران هو اكتمال الحلقة الديمقراطية والا أصبح الأمر ديمقراطية فئوية كالتي نشأت فى أثينا فى مستهل تاريخها, للسادة دون العبيد. , والنخبة لا تحمل دائما المفهوم الايجابي حيث هناك نخبة لجميع مستويات المجتمع التراتيبية القانونية منها وغير القانونية , فهناك نخب من اللصوص ونخب من الحرامية ونخب بين الشاذين كما صنف ذلك عالم الاجتماع الايطالى" باريتو"
ولكن الأهم كيف يمكن لهذه النخب المستبعدة نتيجة لسبب ما سواء أكان ماديا أم عرقيا أم حتى أخلاقيا من التغلب على صعوبة الدوران أو عدم تحققه أو عدم قبول مجتمع ما به ضمن الدائرة الديمقراطية المتاحة. الجواب على ذلك من خلال, من خلال مؤسسات المجتمع المدني وفى مقدمتها الأحزاب التى من المفروض أن تكرس مفهوم قيمة الانسان من خلال أدائه وليس من خلال أي بعد آخر يتعلق بسلوكياته أو بأصله, هناك من يقاوم ذلك حتى داخل أكثر المجتمعات ديمقراطية ولاحظنا كيف كان انتخاب أول رئيس أسود للولايات المتحده حدثاً تاريخياً بامتياز بعد طول معاناة وصبر وتضحية.
الجميل فى الديمقراطية أنها مفتوحة الرهان فهى ليست ثابتة ثبات العقيدة, لقد كانت ديمقراطية بريتوريا فى جنوب أفريقيا ديمقراطية للبيض مقفولة الدوران لا يأتيها السود لا من بين يديها ولا من خلفها , لكنها سقطت أمام خيار التاريخ القائم على سنة الدوران والتبادل. ما تعانيه ديمقراطية الكويت اليوم وربما معظم دول الخليج مستقبلا هو بالضبط ؛ عدم دوران النخب. وبالتالى تصبح هناك نخب متصارعة فى نفس المكان لا تتجاوزه لأن السقف محجوز لنخبة معينة وبالتالي كل نخبة تنتج نخباً مقدّرة المصير والمستقبل سلفاً.
ان وعاء انصهار النخب هو مؤسسات المجتمع المدني وفى مقدمتها كما ذكرت الاحزاب السياسية واغفال هذا الجانب لا يحل الاشكال بل يؤجله ويؤجل مستحقاته .ان تأجيل الاستحقاق الديمقراطي للشعوب أخرجنا كأمة من التاريخ , فى حين تأجيل أو تعطيل دوران النخب داخلها سيفرغها من محتواها اذا تم ذلك الاستحقاق ويعود بها الى المربع الأول بل وقد يسلخها من ردائها لتبدو للجميع شيئا آخر يحتمل كل تسمية الا أن تدعى ديمقراطية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق