الأحد، 3 أكتوبر 2010

الفتى-حمد- وقادة الخليج

الفتى-حمد- وقادة الخليج
عبد العزيز الخاطر
2009 / 12 / 16
ما قدمه الفتى" حمد" (أعتقد بأن اسمه كذلك) من فقرة لطيفة أمام قادة الخليج مرحباً بهم في الاجتماع الثلاثين الذي انتهى بالكويت مؤخراً هو في الحقيقة اختزال ورأس جبل الجليد لعلاقة تاريخية تجمع بين هذه الشعوب وقادتها لأجيال خلت ولمراحل قد مضت منذ غابر الوقت.
فثمة حبل سري يربط بين الطرفين يسري فى داخله دم واحد داخل جسد واحد فلم تستطع المحن السابقة أن تأتي على ذلك برغم تواتر مثل هذه العلاقة ارتفاعاً وهبوطاً نظرا لطبيعة الوقت وطبيعة قيادتها وحكامها.
لقد تغنى الفتى حمد بقادة الخليج واحداً بعد الآخر وأشاد بهم قائداً بعد قائد دون استثناء طبعا وهم بالاشادة جديرون بلا شك وعلى استمرار ذلك قائمون كلنا أمل في ذلك.
ثمة معادلة تاريخية تحكم هذه العلاقة وتساعد على استمرارها وبقائها أقرب الى الصفاء وأدنى الى التحمل والصبر من الجانبين على الآخر. هذه المعادلة تقوم على التشابه بين الطرفين من جميع الجوانب فهم من لحمة واحدة ثقافياً واجتماعياً.
هذه المعادلة فى طريقها الى الاهتزاز والهشاشة ولكن يمكن تأجيلها أو التحكم في أحد أبعادها على الأقل البعد الداخلي .
هناك عدة عوامل مؤثرة فى بنيان الدول اليوم وبالأخص دولنا الخليجية لها انعكاساتها على العلاقة موضوع هذا المقال من هذه العوامل وهى متشابكة الأبعاد الدولية والاقليمية والداخلية.
أولا: ان منطقة الخليج منطقة عالمية بحكم ما تحتويه من ثروات تهم العالم كله بل ومصدر طاقة لشرايينه. فهى عرضة بالتالي لسطوة القرارات الدولية أكثر من غيرها فالخليج يعاني من أزمة الموقع مما قد يؤثر على بنيان هذه المجتمعات الداخلي اذا ما مست هذه القرارات الأبعاد الاجتماعية وقوانينها وبالتالي قد ينسحب هذا الأمر الى ولائها الفطري بين الشعوب وقادتها.
ثانيا:هذه المنطقة تتعرض اقليميا لهزات خطيرة اثنيه وطائفية ودينية تهدف الى تفتييت تماسكها وبعثرت جهودها وتجزئة مجتمعاتها مما قد يكون له أبعد الأثر السلبي على تماسكها ووحدة كلمتها ولم شملها.

ثالثا: سياسات التجنيس العشوائي فيها مضرة كما أن عدم تجنيس المستحقين أكثر ضرراً كذلك على الأمد البعيد والمتوسط وخطورتها لا تصل فقط الى الشعوب قد تمتد الى ما هو أبعد من ذلك خاصة اذا اغفلت الطبيعة الراديكالية والبيئات التي يتحدر منها معظم المجنسين وهو ما لم تتعود عيه وليس من طبيعة هذه الشعوب أصلا حيث العلاقة بين الطرفين كما ذكرت علاقة احتمالية تحملية حفظا لها ومحاولة لعدم تعكيرها نظرا لوشائج القربى والمصاهرات والأخوة.
رابعا: تحول المواطنين الى أقليات فى هذه الدول أمر خطير جدا على هذه العلاقة خاصة عندما تجزأ المواطنة الى أجزاء وتراتيبة مما قد يفعّل العامل السابق ويزيد خطورته.
مثل هذه العوامل أراها مهددة لبقاء واستمرار هذه العلاقة التاريخية بين هذه الشعوب وحكامها وقادتها حفظهم الله. فلذلك الأمر يتطلب وعياً مركباً بالبنية الاجتماعية وبالأخطار المحيطة وبتحديات التدخل أيا كان مصدره وأسلحته كالزعم بغياب الديمقراطية أو المساس بحقوق الانسان أو عدم الاكتراث بالمال العام وهدره.
نحن جميعا كمواطنين حريصون كل الحرص على بقاء هذه العلاقة في أنقى صورها التاريخية التى مرت بها ولا أعتقد أن خليجياً واحداً يتمنى غير ذلك. وحريصون كذلك أن نشهد كل عام مثل الفتى حمد" لنتغنى وننشد معه لحكامنا وقادتنا.
ولكن اذا لم نلتفت لما يحتوينا من أخطار دولية واقليمية وبنيوية داخلية فإن مدح"حمد" واشادته اليوم قد تتحول عند حمد القادم الى لوم وربما استجواب ولكن بعد فوات الآوان !






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق