الأحد، 3 أكتوبر 2010

أبناء غير شرعيين

أبناء غير شرعيين
عبد العزيز الخاطر
2009 / 6 / 16
أبناء غير شرعيين
اقحام المجتمع بما ليس فيه
هل يمكن استيلاد البذرة دون وجود مكوناتها؟ هل يمكن توقع الجنين بغير ملامح أو جينات والديه؟ المجتمع كذلك لا ينتج إلا ما يحتويه ويعيش بين أعضائه من روث ودم .لقد جانبتنا الحقيقة والصواب عبر عقود حينما حاولنا استيلاد الفكر السياسي بأنواعه فى أرضنا العربية دون وجود مسام وبويصلات انتاجه , ولقد فشلنا بدرجة امتياز فى ارساء الحياة الحزبية في أرضيه القبيلة والطائفة , لم نحفظ منها سوى الاسماء ولم نع منها سوى المصطلحات نتقاتل بسببهما بينما القاعدة متجذرة فى أرضيه مختلفة لا تدرك من السياسة كوسيلة لحل النزاعات وكبديل للاقتتال الا العنوان فقط. هذا فى مجتمعاتنا العربية الكبيرة فى المشرق والمغرب والتى سبقت غيرها فى الاحتكاك بالغرب وناضلت للحصول على الاستقلال فما بالك عندما تسمع بمفاهيم ومصطلحات سياسية حزبية فى مجتمعات لا تعرف التحزب ولا الأحزاب السياسية وليست فيها حتى الآن حركة سياسية فارزة ومشكّلة لمواقف كمجتمعنا القطري المتجانس , مصطلح كالوطنية وتهمة كالتخوين لايكاد يمر مقال او منتدى فى الآونة الأخيره يخلو من ذكرهما ويتبارى الجميع في استصدارهما برصيد وبغير رصيد أحيانا. لا أستطيع أن أتذكر أو استشعر أي استعمال لمفهوم الوطنية " فى مجتمعنا القطري إلا فى بعده العربي سلبا كان أم ايجابا ولا تكاد الذاكرة المجتمعية قادرة على استعادة مفهوم التخوين أو الخيانة بالمعنى السياسي الا فى بعده العربي وعلى مسطرة العروبة وبعديها السالب والموجب فلذلك استعمالها اليوم بكثرة فى صحفنا القطرية ومنتدياتنا المحلية أمر يدعو للقلق لأن له دلالة بأننا نسير عكس التيار العام لشعوب العالم التى نتطلع للحاق بها. مثل هذه المصطلحات لاتنمو هكذا على الارض اليباب سياسياً هي مرتبطه بدواليب السياسة وممارستها بشكلها الواسع وهى مرحلة انتهت منها الأحزاب فى العالم المتقدم بعد تغير الخريطة العالمية سياسيا وانتفت بالتالي صورة الأحزاب الايديولوجية البحتة لتحل محلها الأحزاب ذات التوجه البراغماتي المحض ولم يعد إلا الاسم السياسي فقط فلاختلاف اليوم بين الأحزاب ليس في الاجندات الأيديولوجية وانما فى برامجها وما تقدمه للناس. من الغريب اذن أن تقرأ أو تسمع من يستعملها فى الداخل أعنى في مجتمعنا القطري بحيث يجعلك تبحث عن البنية التحتية التى انتجتها فلا تجدها فهى نتاج ذهنية تلقفتها دون وعي بتاريخها ومدلولاتها ولو سألت ربما ما هي حدود الوطنية وهل يمكن حصرها بوجهة نظر واحدة ؟ لارتد طرفك حسيراً من ضبابية الاجابة , والأفجع تكرار مفهوم أو مصطلح التخوين وكأن المجتمع يعيش مراحل الثورة البلشفية الأولى وملاحقه "التروتسكيين" .
ان للمجتمعات مصطلحاتها التى تنتجها تاريخياً, وشكلها وطبيعتها رهن بأحداث المجتمع ومراحل تطوره وما مر به من أحداث بالنسبة لمجتمعنا القطري المتجانس من اأم ما أنتجه مفهوم" المرجلة" مثلا مثل غيره أيضا من مجتمعات الخليج الشقيقة الذي يحمل فى معناه جميع صفات الوطنية من شجاعه ووفاء وكرم . بل اننا نرى حتى المصطلحات الحضارية الانسانية كمصطلح الديمقراطية وغيره لا يفي بالغرض ما لم ينتج محليا بمضامنيه المجتمعية المحلية لذلك نلاحظ الفشل يتلو الفشل فى استزراعه داخل البيئة العربية حتى بالقوة لا يمكن ذلك وحروب بوش الأخيرة شاهد على ذلك.
أتمنى أن نبتعد عن استخدام مثل تلك المصطلحات لأنه حتى فى الردود على استشعارهما بعث لهما . الحياة المجتمعية اليوم بما فيها السياسية تقوم على التداولية وهم مفهوم واسع يستوعب النقائض ولا يخرجهما الا بتوافق وليس اقصاء فلذلك ليس فى العالم المتقدم اليوم وطني وغير وطني وخائن وغير خائن لقد اقتصرت هذه المفاهيم على الحروب فقط وفى أضيق استخداماتها لذلك استخدامها لدى البعض بيننا بكثرة ينسب نسلاً لذي عقم ! فمجتمعنا عقيم فى انتاجه لمصطلحات التفرقة والاقصاء مدرار فى انتاج مفاهيم الأخوة والانسانية .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق