الأحد، 3 أكتوبر 2010

الجدار والدين

الجدار والدين
عبد العزيز الخاطر
2010 / 1 / 2
مرة أخرى يُزج بالامة فى أتون علاقة الدين بالسياسة , مرة أخرى يطلب منها الوقوف أمام خيارين أحدهما قد ينفى وجود الآخر أو يضعه على الأقل محلاً للشك. لقد سبق للامة وأن واجهت موقفاً مشابهاً للموقف القائم اليوم فحين غزا صدام الكويت منذ عقدين احتاج للدين لكى يبرر فعلته وانتقى له مؤيدوه من النصوص ما يتواءم وتحقيق غرضه فيما احتج الآخرون المعارضون بنصوص قرآنية أخرى تدحض ذلك وتبين عدم مشروعيته وخطره على الامة.
وانشقت الامة بين جانبين تدفعهما السياسة ويغطيهما الرداء الدينى.
اليوم تعود الامة من جديد وتتهيأ للانشقاق أكثر مما هى منشقة ومبعثرة بل ويزج بها من جديد فى صراع الدين والسياسة ومع اعتقادي بأن ما قد يدفع بكل فريق يرتكز أساساً على المصلحة السياسية وحساباتها إلا أن الدين لدينا أصبح جزءا من السياسة .
قضية الجدار الاسمنتي بين مصر وقطاع غزة المنكوب يمكن مقاربتها دون الزج بالاسلام الرسمي . فالأزهر الشريف يفتي بحلال ذلك ! بل و أحقية مصر فى بناء جدار اسمنتي بينها وبين غزة المنكوبة منعا للتسلل وحماية لأمنها وحقها مشروع فى ذلك .
كما أن مشائخ السعودية والشيخ القرضاوي وغيرهما يرون بغير ذلك بل ويحرمون مثل ذلك العمل . أرى أن أورد بعض الملاحظات حول ذلك
أولا : ما المطلوب منا باعتبارنا مسلمين عاديين ؟ هل الانحياز لرأى دون الآخر زيادةً في التشرذم أهذا هو المطلوب؟
ثانيا: ألا يمكن معالجة مثل ذلك الامر سياسياً ؟ كأن تجتمع الدول العربية وتتناقش وتتبادل الرأى وتتفق بصورة تحفظ للامة قدراً من اتفاقها.
ثالثا: ألا يمكن حل مثل ذلك الموضوع انسانياً عن طريق الضغوط الداخلية والخارجية ومنظمات حقوق الانسان الدولية والاقليمية الخ
رابعا: وهو مرتبط بالسابق ألا يمكن حل ذلك قومياً باعتبارنا أمة عربية واحدة تجتمع فى جامعة عربية لها مواثقيها من دفاع مشترك الى حماية حدودها الكبرى وعدم تجزئة ماهو مجزأ أصلا.
خامسا: اللجوء الى الدين دائما لايحل جميع المشاكل لأنه مصدر محل للتأويل ومن السهل اسقاطه على الواقع مؤولاً .
سادسا: ما تسعى اليه اسرائل هو الدفع بشعار الدين والاستنجاد بالدين فى أي  مواجهة مع العرب والمواجهات الدينية لاتنتهى ولا تخلف منتصرا فكيف اذا كان مثل ذلك يستخدم ضمن الدين الواحد فهذه مشكلة. ما يزعج اسرائيل اليوم هو ملاحقتها وقياداتها انسانياً فى كل المحافل والمجتمعات ورأينا كيف تمارس ضغوطاً على الحكومة البريطانية لإبطال دعوى ضد ليفني بصفتها مجرمة حرب.
تلك بعض الملاحظات حول ما يحدث اليوم من تأجيج ديني حول قضية سياسية يمكن تناولها فى حدود القانون والانسانية وحقوق الانسان ولكننا نأبى إلا أن نستنجد بالدين ولكنه ليس مع الآخر المغاير وانما نحو المماثل مما يجعلنا دائما فى حاله اصطفاف حتى بين ذواتنا وجسدنا الواحد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق