الأحد، 3 أكتوبر 2010

البعد القومي وضرورة اعادة الاعتبار إليه

البعد القومي وضرورة اعادة الاعتبار إليه
عبد العزيز الخاطر
2010 / 3 / 28
لو تساءلنا لماذا تعقد القمم العربية ولماذا هي عربية ؟ لكان الجواب لأننا أمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج .
 هذا الجواب المدرسي كان مطابقاً للواقع والحقيقة فى حينه عندما كان الالتحام على أشده من القيادات والشعوب وعندما كان البعد القومي طاغياً على ما سواه من نوازع وأهداف جزئية لا يمكن لأمة بمثل هذا الاكتناز والتركز القومي حيث يبدو وكأنه المعطى الوحيد لهذه الأمة بشكل يجعلها متفردة عن غيرها به دون سواه لغة وديناً وتاريخاً وتراثاً لا يمكن لها أن تتجاوزه سلبياً باسقاطه دون استثماره الاستثمار الأمثل الذى يجعل منه دافعاً ومؤسساً لثقافة تعلو به على الشطط والعنصرية.
 ان القمم العربية فى عقودنا القليلة السابقة تشهد عل خطيئتنا كأمة فى التنكر لقوميتنا انتصاراً لقطريتنا وتشهد على تنكرنا لمسؤولياتنا التاريخية تتويجاً لمكاسبنا الضيقة لذلك كانت تلك القمم أشبه بتجمع رجال أعمال بأجنداتهم الشخصية وحساباتهم الفردية فكان التشرذم وكان الهوان حتى أتى الأمر على مقدسات الامة وتهديدها بالازالة. عندما أصبحت القومية سبة وتهمة انكفأ الجميع حول ذواتهم فتحول الحزب الى عشيرة وتحول الدين الى طائفة وتحول الشعب الى قبيلة. عندما وضع الدين فى تعارض مع القومية انشطر الاثنان الى أديان وقوميات والأمة تنتقل من نظرة قاصرة الى نظرة أقصر حتى اصبحت الدول دويلات والزعامة زعامات وأصبح الحاضر مرتعاً بدلا من الاعتبار للمستقبل حيث الموئل والعاقبة. عندما اعتبر العيب فى النظرية وليس فى التطبيق زاغ البصر ,عندما أسقط المعطى الالهى "هذه أمتكم أمة واحدة" والرابط القومي"انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وتصرف القوم بعيداً عنهما ضاعت الأمة هوية وانتسابا. عندما استقبلنا العولمة دون هوية ثابتة مرتكزة على قومية يشهد التاريخ بمدى تجذرها فى أعماقه ، جعلت منا أسواقاً صغرى لتجار كبار لا نستطيع مجابهتهم فرادى على الرغم من انهم يستغلون خيرات أرضنا كماده خام ووقود لعولمتهم ! ذلك مصير من يتنكر لتاريخه ويعود القهقرى الى زمن الدويلات التى شهدتها أوروبا وتجاوزتها بحكمتها وايثارها للمستقبل على الحاضر والمجتمع على الفرد.
ان القمة المنعقدة فى سرت بليبيا وكلمات كل من سمو الأمير المفدى والزعيم الليبي والأمين العام للجامعة العربية كلها تؤكد على أهمية البعد القومى المنسي.
 ان التنكر لذلك البعد تنكر للشعوب وبدون الشعوب لايستطيع التاريخ أن يتحرك مهما بلغت قوة الأفراد ومكانتهم وبطشهم لذلك يجب التنبه واعادة الاعتبار لما يلى:
اولا : الايمان الراسخ بأن القومية رابطة أسمى وأعلى من كثير من الروابط الدونية السائدة فى عالمنا اليوم عرقية كانت أم دينيه أم قبلية.
ثانيا: ان القمم العربية تجمع قومي لابد من اعتبار ذلك ، ولذلك يجب أن يكون الجميع على مستوى الزعامة القومية وألا تضللهم أعلامهم القُطرية أمام الأهداف الكبرى طالما كان المصير واحداً وهو ما يسجله التاريخ وتشهده الأمة عياناً.
ثالثا : لابد من الاطار القومى للعمل المشترك مهما كانت المصالح ضيقة والحدود الجغرافية مانعاً.
رابعا : البعد القومي يمكن تجاوزه باعلائه، لا باغفاله فاستبعاده لا يمكن أن يتم الا بالنزول الى ما دونه وهنا الكارثة القائمة والتى نشهدها يوميا على شكل مجازر ودماء تُسال فى أقطار الوطن الواحد فى العراق وفى اليمن وغيرها من دولنا العربيه وهى كلها نتيجة للولاءات الضيقة ( ما دون القومية)
خامسا: تجاوز اشكالية الدين والقومية أو الاسلام والعروبة لأن لكل مجاله ولا يتعارضان سوى فى العقول القاصرة تاريخيا ودينيا.
لو تأملنا كيف استثمرت أوروبا قومياتها المتعددة والمتناقضة لتكون مجتمع المواطنة والحقوق الدستورية لبكينا على تاريخ قبرناه ودماء أزهقت وجهود بعثرت وزعماء أكلنا لحومهم أمواتاً.
لقد آن الاوان لتعود الأمة الى رشدها . هذا أمل والعاقبة لمن اهتدى ..







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق